كللت مفاوضات جمعت فيدرالية مربي المواشي ومجمع الصناعات الغذائية واللوجيستيك تحت إشراف وزارة الفلاحة، منذ أكثر من 8 أشهر، بالتوقيع على اتفاقية "ثلاثية" وصفت ب«التاريخية"، تضمن بنودها توفير (أوناب) الأعلاف للمربين بسعر مدعم ينهي المضاربة واحتكار هذه المادة، على أن يلتزم المربون بدعم المذابح الكبرى الثلاثة برؤس الماشية بأسعار تفضيلية، تنعكس إيجابيا على سعر اللحوم الحمراء الموجهة للاستهلاك، بحيث حدد سعر الكليوغرام الواحد ب1100 دج عبر جميع المحلات التجارية التابعة لشركة اللحوم الحمراء المنتشرة بالتراب الوطني. قال وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحميد حمداني، أمس، لدى إشرافه على مراسم الإمضاء على أولى عقود الشراكة بين الشركة الجزائرية للحوم الحمراء (فرع مجمع اللوجيستيك أقرولوغ)، المسيرة للمذابح الصناعية الكبرى، والفيدرالية الوطنية لمربي المواشي، "إن مصالحه عملت منذ أكثر من 6 أشهر لتحقيق هذا المسعى، وإبرام هذا العقد الثلاثي، بعد سنة صعبة، تضرر فيها الموالون كثيرا بسبب الجفاف والمضاربة في سعر النخالة والشعير، بالرغم من تقنين سعرهما وتوجيه تعليمات بضمان توزيعهما على المستحقين، لكن دون أن تنفذ هذه التعليمات في بعض الولايات". وأوضح الوزير حمداني، أن هذه الاتفاقية تأتي في إطار تفعيل نظام الثلاثية الذي يجمع بين ثلاثة فاعلين أساسيين، الجزائرية للحوم الحمراء التي تسير المذابح الكبرى (حاسي بحبح، البيض، أم البواقي) والديوان الوطني لتغذية الأنعام (أوناب) وكذا فيدرالية مربي المواشي. ويهدف هذا النظام إلى عقد شراكة رابح-رابح بين الأطراف الثلاثة من أجل ضمان وفرة الأعلاف للماشية بأسعار مدروسة، مما يساهم في ضمان مخرج لإنتاج المربين، مهما كانت الظروف من جهة. من جهة أخرى، رفع طاقة الإنتاج والتحويل للمذابح الثلاثة، التي أنشئت لغرض تطوير الإنتاج الوطني من اللحوم الحمراء، وكذا احترام معايير الصحة الحيوانية والنظافة، بحيث تعتمد هذه المركبات على مقاييس عالمية في هذا المجال، مما يضمن صحة المستهلك، بالإضافة إلى تقليص حلقة الوسطاء وخفض الأسعار في السوق. كما أن المذابح تتوفر على أنفاق تبريد تسمح بامتصاص فائض الإنتاج الحيواني وإتاحة فرص للتصدير وفق المعايير العالمية، خاصة وأن الجزائر وضعت اقتحام الأسواق الخارجية هدفا آفاق 2024، ما يتطلب رفع قدرات الإنتاج الوطنية وفق المعايير الدولية المطلوبة لتحقيق هذا الهدف. وأكد رئيس فيدرالية مربي المواشي، الجيلالي عزاوي، بالمناسبة، قدرة الموالين على رفع التحدي، وتوفير رؤوس الماشية للمذابح، لكن بشرط ضمان دائم للأعلاف. وأشار إلى أن الإنتاج الوطني قادر على تغطية الاحتياجات المحلية، بحيث تحصي الجزائر 28 مليون رأس غنم، و5 ملايين رأس بقر، و4 ملايين رأس إبل، وبتعميم هذا الاتفاق يمكن رفع القدرات الوطنية من إنتاج اللحوم الحمراء وحماية الثروة الحيوانية المهددة بسبب عوامل المناخ والمضاربة بالأعلاف. وتعهد الرئيس المدير العام الشركة الجزائرية للحوم الحمراء لمين دراجي، بمرافقة الموالين وتوفير لهم الأعلاف بالكميات اللازمة. وذكر أن هذا الإلتزام يدخل ضمن بنود الاتفاق الثلاثي الذي لديه بعد اقتصادي وتقني، بحيث تلعب شركة اللحوم الحمراء دور الوسيط الذي يتولى السهر على توفير الأعلاف للموالين، كما تتولى عملية إحصاء رؤوس الأغنام المتواجدة لدى كل موال والمتابعة الصحية. أما البعد الاقتصادي للاتفاق، فيكمن في تحديد سعر الكليوغرام الواحد من اللحم الموجه للمستهلك، بحيث أفضت الدراسة المعمولة بناء على تقييم مصاريف الأعلاف التي يتحملها الموال والتي قدر سعر القطار الواحد لها ب260 ألف دينار، إلى تحديد سعر لحم الغنم ب1100 دينار، عبر جميع المحلات التابعة للشركة الجزائرية للحوم الحمراء والمتواجدة بكل من العاصمة، عنابة ووهران وولايات أخرى ينتظر تدعيمها بمحلات جديدة، 14 منها ستكون بالعاصمة.