ثمن مؤرخون وأساتذة جامعيون، أمس، قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بترسيم الوقوف دقيقة صمت كل سنة ترحما على أرواح شهداء مجازر 17 أكتوبر 1961، معتبرين أنه يحمل العديد من الرموز ولا سيما المؤاخاة بين الجزائريين. اعتبر الدكتور محمد لحسن زغيدي، في حلقة نقاش بمناسبة ندوة فكرية حول مجازر 17 أكتوبر 1961 والذاكرة الوطنية، نظمها المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، أن "هذا الترسيم يحمل العديد من المعاني والرموز ليس من حيث الحجم الزمني لدقيقة صمت، ولكن لكونها ترمز للمؤاخاة بين الجزائريين داخل الوطن وخارجه". وبعدما شدد على أن 2021 تعد سنة "الذاكرة بامتياز"، بالنظر إلى ما تم تحقيقه في هذا الشأن، ذكر المؤرخ بدستور نوفمبر الذي أعطى -كما قال- أنموذجا للذاكرة ورد في الديباجة وفي المواد المدرجة في هذه الوثيقة. وبالمناسبة، دعا زغيدي الأساتذة الجامعيين إلى ضرورة "نشر الثقافة التاريخية في الجزائر"، عبر تنظيم ندوات تاريخية وإعادة النظر في أساليب تدريس مادة تاريخ الثورة بالجامعة. بدوره، شدد المؤرخ علي تابليت، على أهمية كتابة التاريخ بمختلف اللغات و«ليس بالفرنسية فحسب". كما دعا المختص إلى ضرورة منح مهمة كتابة برامج مادة التاريخ إلى الكفاءات. بدوره، طالب المؤرخ محمد الصو ب«تجريد التاريخ من الذاتية ومن كل ما هو سياسي"، حتى يتمكن الباحث في التاريخ، على حد تعبيره، من فرض وجوده في الساحة العلمية. واقترح في هذا الصدد، بذل المزيد من المجهودات في كتابة التاريخ وإنتاج الأفلام الوثائقية حول الثورة التحريرية والأفلام المبسطة الموجهة للأطفال وهذا بهدف ترسيخ بطولات رموز الثورة لديهم، إلى جانب استقلال الوسائل التكنولوجية.