دخل الفيلم الروائي الطويل «سولا» المنافسة السينمائية في عرضه الأول، ضن المسابقة الرسمية للبحر الأحمر، المرتقب انطلاقها في الفترة الممتدة مابين السادس إلى الخامس عشر من ديسمبر الداخل، وتدخل مشاركة الفيلم لمخرجه صلاح إسعاد أجواء المنافسة الدولية بعد نشر الصورة الإشهارية الرسمية له، استعدادا لفعاليات الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي. تدور أحداث فيلم سولا حول قضية اجتماعية تعيشها بعض الأسر العربية نتيجة الطلاق والإهمال العائلي، حيث تتزايد المشاكل داخل الأسرة الواحدة، ما يترتب عنها مغادرة الأبناء خاصة القصر منهم، البيت نحو فضاء مجهول لا يرحم، وهو ما حدث لسولا عندما تعرّضت للطرد من طرف والدها وهي أم عزباء، تحمل بين ذراعيها رضيعها، لتبدأ رحلة أخرى من القسوة لشابة في عزّ شبابها، كانت ضحية علاقة غير شرعية، وعوض أنها تجد الحضن الدافئ، وجدت نفسها تتنقل من مركبة إلى أخرى وفي كل مرة تتغير الشخوص، عكس ما كانت تبحث عنه، لأن للقدر رأي آخر. حاول مخرج الفيلم صلاح إسعاد تسليط الضوء على ظاهرة اجتماعية استفحلت في المجتمع العربي على وجه الخصوص، انطلاقا من أنه مجتمع محافظ رغم كل شيء له عاداته وتقاليده ويصطدم مع بعض الموانع، وبما أنه منتج الفيلم فقد شارك الفنانة سولا بحري كتابة السيناريو وطلب منها تأدية دور البطولة فيها، لأنه يجسد شخصيتها بعد أن أظهرت تأثرها وإلهامها بالقصة، ويشاركها في البطولة كل من الممثل إيذير بن عيبوش وفرانك إيفري، فيما تتولى شركة «ماد سوليسيون» مهام توزيعه وتسويقه عربياً. تجدر الإشارة، أن المنتج صلاح إسعاد هو مخرج جزائري، ينحدر من الاوراس، خريج كلية الحقوق بجامعة الحاج لخضر بباتنة، انتقل إلى عاصمة الجن والملائكة مع نهاية 2008، حيث درس فنيات السينما والإخراج بجامعة باريس المنطقة الثامنة، ليلتحق بعدها بمعهد ارفيس للوسائل السمعية البصرية بمدينة ليون الفرنسية، لينتقل فيما بعد إلى معهد «فاكتوري سكول» ليتحصل على شهادة عليا في الإخراج السينمائي، وقام خلال مشواره الفني بإخراج العديد من الأفلام القصيرة، بالإضافة إلى فيلمه الروائي الطويل «زولا». للتذكير، يعتبر مهرجان البحر الأحمر موعد سينمائي يحتفي بجديد السينما وقديمها، «وتعرض من خلاله أضخم الأفلام قبل أن تحطّم شبّاك التذاكر، ويعيد اكتشاف أهم الروائع الكلاسيكية وتلك التي تمت إعادة ترميمها، كما يأتي بأعمال تجريبية وتجارب سمعية وبصرية تمزج الواقع بالخيال».