عرف الشهيد ربوح زبير المدعو "محمد بن شنوف" وهو أحد رموز وأبطال ثورة التحرير المجيدة بمنطقة الونشريس بولاية تيسمسيلت، بحنكته العسكرية وبسالته في مواجهة الجيش الاستعماري الفرنسي. عمل الشهيد الذي ولد سنة 1922 ببقعة "أولاد منصور" ببلدية بوقايد (تيسمسيلت) وتميّز بصفات الشجاعة والإقدام ومناهضته للاستعمار الفرنسي بمنجم الباريت ببلدية بوقايد، من 1947 إلى 1951، رفقة الشهيد الجيلالي بونعامة الذي أصبح إبان الثورة التحريرية المظفرة قائدا للولاية الرابعة التاريخية. وكان الشهيد من الفاعلين الرئيسيين رفقة الجيلالي بونعامة في تنظيم إضراب عمال المنجم سنة 1951، والذي دام خمسة أشهر بصفته نقابيا ومناضلا في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية ليتم توقيفه عن العمل بالمنجم، استنادا إلى المتحف الولائي للمجاهد. وقد انتقل بعدها إلى وهران من أجل العمل ثم إلى الجزائر العاصمة ووادي الفضة (الشلف). وقد واصل الشهيد نضاله السياسي في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية بالجزائر العاصمة وببلدية بوقايد والمناطق المجاورة لها. ولبى بعدها نداء الثورة والتحق بصفوف جيش التحرير الوطني بمنطقة وادي الفضة، سنة 1956، واختار الاسم الثوري محمد بن شنوف، وعيّن قائدا لكتيبة عسكرية بالناحية الأولى بالمنطقة الثالثة للولاية الرابعة التاريخية بمنطقة الونشريس. وقاد الشهيد من 1957 إلى 1961 عدة معارك عسكرية ضد جيش المستعمر الفرنسي، تكبّد فيها هذا الأخير خسائر فادحة منها معركتي "بني بودوان" و«مقورة" بالقرب من منطقة "الرزايق" ببلدية بوقايد. كما قام بعدة عمليات فدائية ببوقايد (تيسمسيلت) ووادي الفضة (الشلف) والعطاف والروينة (عين الدفلى) بالإضافة إلى تخطيطه وتنظيمه لأول هجوم على مقر مكتب المصالح المختصة (صاص) بالأزهرية. وقد رقي الشهيد ربوح سنة 1960 إلى رتبة نقيب ضابط بجيش التحرير الوطني قبل أن يسقط في ميدان الشرف، في جانفي 1961، خلال معركة غير متكافئة مع الجيش الاستعماري الفرنسي بمنطقة "بني بوعتاب" (ولاية الشلف). قائد عسكري محنّك ورمز للتضحية ويستذكر المجاهدان عبد القادر شيهاب وزرق العين قدور اللذان يعدان رفيقي الشهيد ربوح زبير، مناقب ومآثر وشجاعة هذا البطل إبان ثورة نوفمبر المظفرة. وأبرز المجاهد شيهاب عبد القادر المدعو "القودرو" من مدينة برج بونعامة والذي كان ضمن كتيبة الشهيد بالناحية الأولى للمنطقة الثالثة بالولاية الرابعة التاريخية، أنّ "المسيرة النضالية الحافلة للشهيد قد تميّزت بتنظيم محكم للعمليات والمعارك العسكرية ضد الجيش الاستعماري وانضباط كبير في قيادة الكتيبة التي كان يشرف عليها". وأشار إلى أنّ الشهيد "كان يمتاز بذكاء كبير وحنكة عسكرية أهلتاه ليقود كتيبته العسكرية التي كانت إحدى أهم كتائب جيش التحرير الوطني بعد الكتيبتين "الكريمية" و«الزبيرية" بالولاية الرابعة التاريخية. ودعا المجاهد شيهاب إلى تعريف جيل اليوم من الشباب بهذه الشخصية الثورية، وذلك من خلال تنظيم ندوات ومحاضرات تاريخية تسلط الضوء على المسيرة النضالية للشهيد. من جهته، ذكر المجاهد زرق العين قدور المدعو "حميد" من ذات المدينة وكان أحد مجاهدي نفس الكتيبة، بأنّ "الشهيد ربوح زبير قائد محنّك وكان يمتاز بالصرامة عند تنفيذ العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الفرنسي، محققا مع رفاقه الكثير من الانتصارات على الجيش الاستعماري بمنطقة الونشريس". وأشار إلى أنّ "اسم الشهيد ربوح زبير يعد مرادفا للشجاعة والإخلاص ورمزا من رموز التضحيات والبطولات"، مضيفا بأنّه "ترك بصمة لا يمحوها الزمن في النضال والقيادة والشهادة".