تطوير العمل العربي المشترك تفرضه الظروف العالمية أكد الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان، أن الجزائر تستعد لتنظيم القمة العربية التي تندرج في إطار مساعي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في سبيل لمّ شمل الدول العربية حول القضايا المصيرية المشتركة، مبرزا التجربة الجزائرية الرائدة في مجال تشجيع ثقافة الحوار والتواصل. قال الوزير الأول، خلال إشرافه على الافتتاح الرسمي لأشغال الجمعية العامة الاستثنائية لرابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والهيئات المماثلة لها، تحت رعاية رئيس الجمهورية، بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال، إن الجزائر كانت السباقة في الوطن العربي في مجال ترقية المجتمع المدني وتعميق الديمقراطية التشاركية وتحقيق السلم والاستقرار الاجتماعي. وأشار إلى التزام الدولة الجزائرية بتقديم الدعم والمرافقة للرابطة لتصبح هيئة فاعلة تضاهي المنظمات الإقليمية والدولية المماثلة ومن أجل أن تؤدي دورها باقتدار وتحقيق أهدافها في كل ما يصب في مصلحة الشعوب العربية. مضيفا، أنها من الأهداف التي يعمل رئيس الجمهورية على تحقيقها منذ توليه سدة الحكم في الجزائر، لاسيما فيما له علاقة بتشجيع ثقافة الحوار بكل أشكاله. واعتبر أن هذا الحدث الهام يشكل محطة لتوحيد الرؤى حول كل ما يتعلق بشؤون التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، القائمة على الاستغلال الأمثل والرشيد للموارد البشرية والثروات الطبيعية التي تزخر بها بلداننا العربية، داعيا إلى ضرورة السعي من أجل توسيع التمثيل فيها ليشمل كل الدول العربية غير الممثلة حاليا، وهذا حتى يتسنى لها تحقيق الغاية والأهداف النبيلة التي أُنشئت من أجلها. وتابع الوزير الأول، بأن أشغال هذه اللقاءات الهامة ستكون فرصة لتبادل الرؤى والأفكار وتقريب التصورات بخصوص المسائل الجوهرية المشتركة، في مقدمتها المسائل التي أصبحت تفرض نفسها كأولويات في الوقت الراهن، خاصة ما تعلق بمسائل الأمن الغذائي والأمن الطاقوي ومعالجة المخلفات الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن جائحة كورونا. وشدد على الخروج بنتائج ملموسة وواقعية وبتوصيات عملية مدعومة باقتراح للآليات الكفيلة، من خلال تطبيقها وتفعيلها على أرض الواقع في إطار تشجيع ثقافة الحوار بكل أشكاله والعمل على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة قادرة على تجسيد العدالة الاجتماعية والتماسك الاجتماعي المنشود. ويرى الوزير الأول أن تطوير العمل العربي المشترك والارتقاء به إلى مستوى التحديات الراهنة، التي باتت تفرضها الظروف الإقليمية والدولية، يستوجب التكاتف من أجل مجابهتها، ولا سبيل إلى ذلك سوى بالاعتماد على توحيد الجهود وحشد القدرات البشرية والمادية والاستثمار في الطاقات الشبانية التي تزخر بها البلاد وتعظيم الاستفادة منها لإثبات الوجود العربي ككتلة واحدة متضامنة. وذكر بأهمية تنصيب المجلس الأعلى للشباب تحت إشراف رئيس الجمهورية وهي هيئة دستورية أخرى تعمل على تقديم آراء وتوصيات واقتراحات حول المسائل المتعلقة بحاجات الشباب وطموحاته في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية، كما يساهم في ترقية الحس المدني والتضامن الاجتماعي في أوساط الشباب، باعتباره رأس مال الأمة ومصدر نمائها وثروتها. الاتحاد سيسعى للمّ الشمل العربي ومواجهة التحديات من جانبه، كشف رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي سيدي محمد خلادي بوشناق، أن رابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والهيئات المماثلة تهدف للم الشمل العربي وأخذ كل انشغالات البلدان العربية على ضوء الأزمات والتحديات العالمية والرهانات في مختلف المجالات ومسايرة التطورات الدولية، بما فيها تداعيات الأزمة الروسية- الأوكرانية والعمل المشترك وتبادل الخبرات والرؤى وتنسيق الجهود ووضع خطط عملية ترويجية للحوار الاجتماعي في الوطن العربي. وأشار إلى أن رابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية، أصبحت تحمل إسم الاتحاد العام للمجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والهيئات المماثلة لها وتضم 9 دول، شاركت جميعها في الجمعية العامة الاستثنائية، معتبرا أنها دليل على نجاح هذا الحدث، بالإضافة إلى استرجاع الجزائر لسيادة المجلس لمدة تحدد ب3 سنوات قادمة من خلال تزكيته شخصيا لرئاسة الاتحاد. ومن بين المهام الرئيسية التي سيقوم بها الاتحاد، بحسب الرئيس، الاهتمام بما يجرى على المستوى الدولي وخاصة العربي والبحث في قضايا الأمن الغذائي والطاقوى التي تهم البلدان العربية والمساهمة في تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية متوازنة وتشجيع الدول العربية على إنشاء مجالس اقتصادية واجتماعية تهدف إلى تعزيز وتعميق الديمقراطية التشاركية وتحقيق السلم والاستقرار الاجتماعي في الوطن العربي. من جهته، أفاد المدير العام لمنظمة العمل العربية فايز المطيري، أنها ستكون شريكا أساسيا مرافقا لاتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والهيئات المماثلة لها، مجددا إيمانها القاطع بأهمية الحوار الاجتماعي والفاعلين فيه، بهدف تحقيق التنمية الاقتصادية والانسجام الاجتماعي في بلداننا العربية من خلال التصدي للأزمات السياسية والصحية والمساهمة في تحقيق الاستقرار وتكريس العدالة الاجتماعية. وأبرز حرص منظمة العمل العربية على تشجيع الحوار للحد من تداعيات الأزمات الخطيرة على بلداننا العربية والتحولات السريعة في سوق العمل التي يعرفها العالم، مع زيادة مظاهر الفقر وتنامي الفوارق بين البلدان والتدهور البيئي، قائلا إنها منظمة العمل الدولية واتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية لها دور حاسم في المساهمة في تجديد الحوار الاجتماعي وإعطاء دافع قوي يمكن ليس فقط من مواجهة التحديات الراهنة التي تهدد البلدان العربية، بل أيضا تقديم الرؤى في السياسات العامة والاقتصادية والاجتماعية. تزكية الجزائر لرئاسة الاتحاد تم، أمس، تزكية الجزائر لرئاسة اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية والهيئات المماثلة لها، لمدة 3 سنوات، بحسب ما أعلن عنه رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، سيدي محمد بوشناق خلادي. الإعلان عن التزكية جاء خلال ندوة صحفية على هامش أشغال الدورة الاستثنائية للجمعية العامة لرابطة المجالس الاقتصادية والاجتماعية العربية والمجالس المماثلة لها، التي تم تغيير اسمها من رابطة إلى اتحاد. وإلى جانب تزكية بوشناق خلادي رئيساً لهذا الاتحاد، تم تعيين موسى أيوب شتيوي، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني نائب رئيس، كما تم تجديد الثقة في الأمين العام للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، محمد أمين جعفري، لتولي الأمانة العامة للاتحاد لمدة أربع سنوات. وتم خلال أشغال الدورة انتخاب مجلس إدارة الاتحاد، متكون من سبعة أعضاء، بمن فيهم رئيس الاتحاد ونائبه. ولأول مرة، شهد الاتحاد (الرابطة سابقا)، انضمام تونس عن طريق المجلس الوطني للحوار التونسي.