سيكون المنتخب الوطني أقل من 18 سنة لكرة القدم، على موعد مع «داربي» مغاربي، مساء اليوم، بحيث سيواجه المنتخب المغربي في ملعب سيق، ابتداء من الساعة 17:00 لحساب الجولة الثانية من ألعاب البحر الأبيض المتوسط. يسعى أشبال المدرب سلاطني لتأكيد انطلاقتهم القوية في الألعاب، والفوز المحقق على إسبانيا أحد أقوى المنتخبات العالمية، مساء الأحد الماضي، بهدف دون رد، ولن يكون ذلك إلا بالفوز الثاني في الدورة على المغرب اليوم، فإضافة ثلاث نقاط إلى الرصيد يعني التأهل مباشرة إلى الدور نصف النهائي، وهو الهدف المتفق عليه بين الطاقم الفني واتحادية كرة القدم قبل بداية الألعاب. وحسم نقاط «الداربي» سيسمح للاعبين بالاسترجاع جيدا فيما بعد، بحيث يمكن للمدرب سلاطني إراحة لاعبيه الأساسيين في المباراة الثالثة أمام فرنسا، تحسبا لمباراة نصف النهائي، علما أن ضيق الوقت بين المواجهات يؤرق كل مدربي المنتخبات المشاركة في الطبعة 19 للألعاب المتوسطية، وهو ما أكد عليه مدرب «الخضر» في ندوته الصحفية التي أعقبت مواجهة إسبانيا. ويمني سلاطني النفس، في استعادة لاعبيه أنفاسهم بعد المجهودات الكبيرة التي بذلت في المباراة الأولى التي لعبت تحت درجات حرارة كبيرة، تكون قد أثرت على اللياقة البدنية لمحاربي الصحراء. وما يقلق ربما الطاقم الفني الوطني، هو أرضية الميدان التي لم تكن في أحسن حال في مواجهتي الجزائر مع إسبانيا والمغرب مع فرنسا، مع العلم أنها كانت في حلة جميلة قبل افتتاح الملعب رسميا قبل أيام. سلاطني يقف على امكانيات المنافس تابع مدرب المنتخب الوطني، مراد سلاطني، المباراة الثانية التي لعبت مساء الأحد بين المغرب وفرنسا بملعب سيق، قصد الوقوف على مدى قوة المنافس، ما يسمح له باختيار الخطة المناسبة التي تسمح له بتحقيق فوز ثان، ورفع الرصيد الى ست نقاط تؤهل «الخضر» مباشرة إلى نصف النهائي. والأكيد أن سلاطني يكون قد عاين منافسيه جيدا بعد نتائج قرعة الألعاب المتوسطية، مثلما أكد في ندوته الصحفية مساء الأحد، ولكن الوقوف على مدى الجاهزية يكون أثناء المنافسة، وهو ما دفعه للبقاء في الملعب عقب مواجهة «الخضر» مع إسبانيا. المراهنة على اللاّعب رقم 12 ساهم جمهور المنتخب الوطني بنسبة كبيرة في الفوز الأول على إسبانيا، بحيث كان بمثابة لاعب إضافي في الميدان لترجيح الكفة ضد المنتخب الإسباني، فأنصار الخضر تحوّلوا الى مدرجات ملعب سيق، وكانت مملوءة عن آخرها تقريبا قبل حوالي ساعتين عن بداية اللقاء، وصنعوا الفرجة. وليس هذا فقط، بل ضغط الجمهور كان له صدى على اللاعبين، الذين تفاعلوا مع الأهازيج وكانوا يطالبون بالمزيد من الدعم من حين لآخر، سيما في الشوط الثاني وفي الوقت الذي كان فيه المنتخب الاسباني يضغط من أجل تسجيل هدف التعادل. وعليه يراهن المدرب سلاطني على الدعم الكبير لجمهور سيق من أجل مساعدة لاعبيه على تقديم مباراة كبيرة، وتحقيق الفوز الثاني تواليا مساء اليوم، والذي يفتح الطريق نحو المربع الأخير. ويشار إلى أنّ المدير الفني الوطني توفيق قريشي، أيضا عبّر عن سعادته الكبيرة للحضور الكبير للأنصار ولوسائل الإعلام لتغطية المباراة الأولى، بحيث قال إن ذلك يرفع معنويات اللاعبين كثيرا، ويحفزهم على تقديم أفضل ما لديهم على أرضية الميدان. الطّاقم الفني يركّز على الاسترجاع كان لاعبو المنتخب الوطني بحاجة كبيرة لاسترجاع أنفاسهم قبل مباراة «اليوم» أمام المغرب، بحيث قد لا تكون 48 ساعة بعد اللقاء الأول كافية لاستعادة لياقتهم البدنية، واللعب بنفس الوتيرة في المباراة الثانية من الدورة الأول، وعليه يكون الطاقم الطبي وفريق المدلكين قد سهروا منذ الأحد الماضي على علاج بعض المصابين بتشنجات عضلية، ومساعدة الجميع على الاسترجاع في وقت وجيز معتمدين على تقنيات حديثة وفّرتها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. ويعد العامل النفسي مهما أيضا في مثل هذه المباريات لتفادي الضغط المعنوي على اللاعبين، والفوز في اللقاء الأول منح ثقة كبيرة للاعبي المنتخب الوطني، الذي عرفوا كيف يسيرون ضغط المباراة الافتتاحية بمساعدة جمهور مدينة سيق الذي يستحق العلامة الكاملة. ويشار إلى أنّ «الخضر» أجروا حصة تدريبية خفيفة مساء أمس الاثنين، مخصّصة للخطة التي يجب اتباعها في مباراة اليوم أمام المنتخب المغربي.