تزامن عيد الأضحى مع ستينية الاستقلال، أضفى على المناسبة طابعا متميزا زاده وفرة الماء ارتياحا في أوساط المواطنين، فكان عيدا بحق لولا غلاء الأضاحي، هذا العام، مسألة تستحق الوقوف عندها لضبط معادلة العرض والطلب. غير أن ما يستوقف الانتباه. عودة تلك القيم المتعارف عليها في المجتمع الجزائري. من تضامن بين الناس ودعم من المؤسسات لعمالها وتراحم بين الغني والفقير، في صورة تعكس تلك الروح الجزائرية الخالصة، أعطاها بعدا قويا إحياء ذكرى استرجاع السيادة الوطنية، وفقا للمشهد الرائع الذي جسده الاستعراض العسكري المبهر. كان استعراضا مثيرا ترك أثره في نفوس الجزائريين للاطمئنان على مستقبل البلاد في مواجهة تحديات عديدة تستوجب الحرص على تعزيز وحدة الصف وإنجاز مبادرة «لمّ الشمل» التي أطلقها الرئيس تبون، تحصينا للجبهة الداخلية التي تتكسر عليها كافة المؤامرات وتتهاوى أمامها كل المخططات. وتحتفظ الذاكرة الوطنية بصور فريدة لذلك التلاحم بين أفراد الشعب الجزائري ومؤسساته، يتقدمها الجيش الوطني الشعبي، الحصن المنيع ودرع البلاد في خوض مسيرة المستقبل بكل ثقة واعتزاز، مما يوفر للأجيال أسباب النهضة والمناخ البناء للمساهمة في ديناميكية البناء في كنف الاستقرار والتطلع المشروع للأفضل دون الالتفات لأصوات ناعقة يصعب عليها هضم ما تنجزه الجزائر في مختلف مجالات التنمية، آخرها نجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط لوهران. من حق الجزائر أن تتبوأ مكانتها اللائقة بحجم ثورتها التحريرية التي حملت للشعوب المضطهدة طوق النجاة من مخالب الاستعمار القديم والجديد، فهي لم ولن ترضى بغير مكانتها المتقدمة في ركب الدول، صوتها مسموع ورأيها مرحب به خدمة للسلام والاستقرار من خلال إسهامات مشهود لها عبر التاريخ في معالجة ملفات إقليمية ودولية معقدة استطاعت الجزائر أن تفك خيوطها انطلاقا من رصيدها التاريخي. إن ما يتوفر اليوم من عوامل القوة ليس غريبا على بلادنا، التي استرجعت سيادتها الوطنية بتضحيات قل نظيرها، ما أعطاها عن جدارة ذلك الزخم في العالم، ويوضع كل ذلك الرصيد في خدمة الدفاع عن مصالح البلاد وصون مكاسب الأجيال، التي تؤكد في كل لحظة ارتباطها المتين بالرصيد الوطني للأسلاف، معلنة بصوت جهور لا يخشى لومة لائم «الجزائر خط أحمر».