بدأت العملية العسكرية الروسية بالأراضي الأوكرانية، أمس الأحد، شهرها السادس حيث انطلقت في 24 من فيفري الماضي، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم الغربي والعتاد العسكري لمواجهة روسيا. وفي آخر التطورات الميدانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ القوّات الأوكرانية تتحرّك تدريجياً باتّجاه منطقة خيرسون الشرقية التي سيطرت عليها روسيا في بداية الحرب. وأشارت مصادر عسكرية إلى أنّ الجيش الأوكراني استخدم نظاماً صاروخياُ متطوّراً من طراز «هيمارس أم 142»، وأطلق سبع قذائف على الأقلّ على محطّة «كاخوفكا» للطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون. يأتي ذلك فيما أعلنت دونيتسك أنّ قوات كييف قصفت منطقتي فوروشيلوفسكي وكالينينسكي في دونيتسك براجمات «غراد» مستخدمة قذائف حارقة. وقال ممثل دونيتسك في المركز المشترك للتحكم والتنسيق في نظام وقف إطلاق النار، إن قوات كييف أطلقت ثلاثة صواريخ من راجمات «غراد» على منطقتي فوروشيلوفسكي وكالينينسكي في دونيتسك. ووفقا للمعلومات الأولية، فقد استخدمت القوات الأوكرانية قذائف حارقة بقصفها للمباني السكنية. ويجري التحقق من الخسائر. وتزامنا، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن متحدّث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله، إنّ مواطنيْن أمريكييْن توفّيا في الآونة الأخيرة بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا. ولم تقدّم الخارجية الأمريكية أيّ تفاصيل عن الشخصين أو ملابسات وفاتهما، لكنّها أضافت أنّ الإدارة الأمريكية على اتّصال بعائلتيهما، وتقدّم كلّ المساعدة القنصلية الممكنة. استئناف جهود تصدير الحبوب يأتي ذلك فيما واصلت أوكرانيا جهودها، أمس الأحد، لاستئناف تصدير الحبوب من أوديسا وموانئ أخرى على البحر الأسود بعد هجوم صاروخي أثار شكوكا بشأن ما إذا كان سيتم الالتزام باتفاق يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي الناجم عن الحرب. والسبت، قال الجيش الأوكراني إن صواريخ روسية أصابت ميناء أوديسا بجنوب البلاد مما يشكل تهديدا للاتفاق الذي وُقّع الجمعة لفك الحصار عن صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، وتخفيف أزمة نقص الغذاء العالمي التي تسببت فيها الحرب. وتعهّد زيلينسكي، في مقطع مصور في ساعة متأخرة من مساء السبت، ببذل كل ما في وسعه للحصول على أنظمة دفاع جوي قادرة على إسقاط صواريخ مثل تلك التي قصفت أوديسا. وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء المتفاقمة، وتحمل العقوبات الغربية مسؤولية تباطؤ صادرات المواد الغذائية والأسمدة، واتهمت أوكرانيا بتلغيم الطرق المؤدية إلى موانئ البحر الأسود. وأدّى الحصار الروسي على الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود، منذ بدء عملية موسكو العسكرية بأراضي جارتها في 24 فبراير، إلى بقاء عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب في الصوامع وتقطع السبل بالكثير من السفن. كما أدّى ذلك إلى تفاقم الاختناقات في سلاسل الإمداد العالمية. ومع العقوبات الغربية الكاسحة، تصاعدت وتيرة التضخم في أسعار المواد الغذائية والطاقة حول العالم. وتُعتبر روسياوأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، دفعت أزمة الغذاء العالمية بحوالي 47 مليون شخص إلى منطقة «الجوع الحاد».