الركون إلى الاستهتار واللامبالاة يستهدف استقرار الوضعية الوبائية متلازمة كوفيد ..الخطر المنسي عند الجزائريين بعد تجاوز منحنى الإصابات اليومية لفيروس كورونا عتبة المائة، أصبح من الضروري إعادة النظر في التعامل مع الوباء، لاسيما وأنه يؤشر على انتهاء هدنة شهور مع وباء في ظل استقرار الوضع الوبائي في الجزائر، خاصة وأنّ الأغلبية الساحقة مقتنعة بتقليم أظافر «البعبع» الذي وضع العالم لمدة تقارب السنتين في قبضته الحديدية، زادها ظهور المتحورات والمتغيرات شدّة وقوّة، لكن وبعد تناسي وجوده، ها هو اليوم يلوِّح من بعيد ببوادر موجة خامسة. بين لامبالاة واستهتار، ضاع وعي المواطن بأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية على الأقل غسل اليدين والتزام مسافة الأمان، والذهاب لإجراء اختبار فيروس كورونا في حالة إصابته بأعراض الإصابة بالوباء، حيث يعتبر ارتفاع درجات الحرارة وسيلان الأنف والإحساس بالتعب والأرق والسعال والآلام في المفاصل وفي العظام والبطن عند بعض المصابين، والتهاب الحلق، أهم الأعراض خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ السلالة المتحورة «ب أ 5». وقد دعا البروفيسور رياض مهياوي، في وقت سابق، إلى ضرورة العودة إلى الإجراءات الوقائية، بالنظر إلى التراخي المسجّل وطنيا ودوليا في الإلزام بوضع القناع الواقي واحترام التباعد الجسدي خاصة في الأماكن المغلقة، في الوقت نفسه طمأن الجزائريين بعدم خطورة المتحور الفرعي لأوميكرون «ب أ 5»، الذي تعد الحمى والتعب والسعال الخفيف والآلام على مستوى الحنجرة أهم أعراضه. ويؤكد المختصون أنّ المتغير أوميكرون أقل خطورة من المتغير «دالتا» والسلالة الأصلية كوفيد 19، لكن لا يمكن رفع صفة خطير عنه، لأنه يتسبب في وفاة الأشخاص وتعقيد الحالة الصحية للبعض الآخر، ما يتوجب الحذر وعدم التخفيف من تداعيات الإصابة بالفيروس، خاصة وأنّ كلّ جسم له مناعته الخاصة، بالإضافة إلى ضعف مناعة الفئات الهشة من مسنين ومصابين بالأمراض المزمنة. بعد أكثر من سنتين من انتشار الجائحة في الجزائر، استطاع الأطباء ملاحظة بعض الآثار بعد الشفاء من الإصابة بفيروس كورونا خاصة، حيث قال الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق بمخابر التحاليل، الدكتور محمد ملهاق في تصريح سابق ل «الشعب»، إنّ الفيروسات التاجية معروفة بآثارها بعد الشفاء، وهو ما اصطلح على تسميته بمتلازمة كوفيد أو الآثار الجانبية طويلة الأمد يؤثر فيها كوفيد على كلّ أعضاء الجسم. ويُعد تأثيره على الدماغ أحد الآثار الأكثر شيوعا لمتلازمة كوفيد، حيث لاحظ المختصون إصابة بعض مرضى كوفيد بعد شفائهم باضطرابات في الذاكرة والنوم، بالإضافة إلى تأثيراته على القلب والأوعية الدموية وهي أكبر خطر للمتغير «دلتا» التي رفعت من نسبة الإصابة بتخثر الدم والجلطات الدموية لتأثير هذه السلالة المتحورة على الرئة والأوعية الدموية والقلب. إلى جانب تأثيرها على الكلى، الكبد، وكذا تسارع ضربات القلب (tachycardie) ، وأكد الدكتور، في هذا السياق، ضرورة أخذها بعين الاعتبار خاصة وان وزارة الصحة وضعت بروتوكولا علاجيا لها. في الوقت نفسه، شرح ملهاق قائلا «يمكن تشخيص مريض بأنه يعاني متلازمة كوفيد عندما يعاني من أعراض كوفيد بعد شهر من شفائه من الإصابة بالفيروس، مع العلم أن مدتها تختلف من شخص إلى آخر، حيث حدّدها المختصون ما بين شهر وسنة حسب الدراسات المتوفرة، مع وجود أعراض أخرى كفقدان حاسة الشم والتذوق أو استمرار الحمى، أو السعال.» وبالرغم من أنّ هؤلاء الأشخاص يعانون أعراض كوفيد، إلا أنّ التشخيص الطبي يؤكد عدم إصابتهم بفيروس كورونا، لذلك على كلّ شخص شفي من كورونا وما يزال يعاني هذه الأعراض، يجب التوجّه إلى الطبيب لتفادي أيّ مضاعفات قد تكون خطيرة.