« الرجال تعرف الرجال، والخيل تعرف فرسانها»، هكذا تقول الحكمة الجزائرية، التي تمجد الكيمياء الوطنية والنضالية بين الفلسطينيينوالجزائريين، ضمن إشارات بطولية تتفاعل مع بعضها البعض، وتتلاحم في عرى وثقى، تستند إلى تاريخ طويل من الصمود والثبات والنضال في سبيل الحرية والاستقلال . لطالما كانت الجزائر هي الظهر الذي يسند الجبل الفلسطيني، كلما نشطت الانزياحات الاهتزازية لبؤرة الثبات، حتى ليلتصق الجبل بظهر من يسنده حد التماهي، إلى الدرجة التي لا يمكنك فيها أن تفرق من السند ومن المسنود ؟ في الجزائر كل شيء يدلك على فلسطين: الشهداء الغائبين الحاضرين، الأناشيد الخضراء، حكايا النساء، رائحة الماء والهواء، أسرار الخيول والصحراء، عباءات التاريخ، كتب السماء، فما هو الخيط السحري الذي يمتد بين جسرين كقلب رجل واحد؟ إنها البطولة يا صاح، مع كل الاحترام لكل العرب الأشقاء، يظل للجزائر مع فلسطين استثناء، فالجزائر تحس بما لم تشكُ منه فلسطين، وتسمع ما لم تقله، وتحدس ما لا تعلنه، وتفهم ما لم تشرحه ... هذه بلاغة الحق بين أمانتين: الرسالة والنصرة». يقول حكيم غابر: «حين يكون الصمت هو الصوت الوحيد، تدوي كلمة الحق كرصاصة»، ويقول آخر: «البطولة ليست القوة، إنما الطريق الذي يختار أحدهم أن يسلكه» وكلما انحرف الزمن عن مسار الحقيقة، كلما استعاد الرجال الرجال الحقيقة من مسار الانحراف، هذه شيمة الخالدين، والطيبين والفرسان، وهذا ما عهدناه من أهلنا في الجزائر في مسيرتنا الوطنية عبر الحقب، لاسترداد حقوقنا المغتصبة، من محتل عنصري وأعمى، لا يعير أي اهتمام للقيم والمعايير الإنسانية والأخلاقية، بل يتضخم كوحش يلتهم ذكريات الأرض وخارطة السماء، وهو العدو الذي لم يفرط الجزائريون والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعداوته للمحتل، كرمى لكيمياء الحق التي تربطهم بخيط سماوي مقدس مع أبطال الحرية في فلسطين. لا يدل على أصحاب الحق انتصارهم به، بل يدل عليهم نصرتهم له، والجزائريون هم أهل الانتصارين: الوفاء والثبات. أما نحن أهل فلسطين، فلقد عقدنا العزم أن نحيا الجزائر !