أن تكون محارباً في زمن الصمت وتمد يديك للمتعبين وتنشر ورودك أفكاراً تحلق في السماء ليستنير بها الحالمين، أن تحمل وجع الأمة العربية وتحارب وتكون القلب الكبير الذي يحمي المستضعفين و ينتصر لفلسطين وللإنسان فلابد أن تكون “علي فضيل” الرجل الذي سيبقى فارساً للحق. ثائراً يموت واقفاً كالنخيل، روحاً تسقي الناس معرفة وحبا. يغزونا الحزن، يرسم في ملامحنا قصائد الوجع، فنبقى غرباء عن سرد الحكاية، نحبس دموعنا ومشاعرنا لنخفي أحزاننا وكأن الموت لم يسقنا الوجع في غزة ولم يقطف كل صباح خير ما فينا، لكن ما حدث شيء غريب، لا أعلم ما الذي أصابنا كيف انقبض قلبي وانسكبت دموعي وأنا أقرأ ما كتب الأصدقاء وهم يرثون رجل المحبة الذي سيبقى محلقاً في فضاء الأحرار .. وكأننا في هذا الزمان أصبحنا نفتقد لهذا النوع من الرجال الأوفياء لوطنهم وأمتهم العربية… الحقيقة أنني أدرك أن الذي يموت يبقى نوراً في قلب من يحبه، لكن رجل المواقف الصادق الصبور، الخيل الثائر الذي سيبقى صوته صهيلاً يحرك الأفئدة.. المرحوم “على فضيل” كان شمسا تشرق على العالم بأفكاره ومواقفه التي تنهض بالرجال ونحن نودع أباً لجيل كامل من الإعلاميين، كان مدرستهم وصوتهم النظيف والقلب الذي يسقيهم حباً.. أشعر بالفرح لأني أكتب عن بطل الكلمة الحرة، رغم أنني لم ألتق بهذا الرجل الذي لن يموت، لكن مواقفه الإنسانية تشدني.. فالإنسان فكرة تحلق والمواقف الصادقة أفكاراً ستحمي من يزرعها والفقيد غرس ثورة في القلوب والعقول.. قرأت ما كتب عنه وسمعت عن مواقفه النبيلة تجاه وطنه الذي نحبه، جزائر الشهداء والثورة.. كما شاهدت مواقفه تجاه فلسطين فكانت القضية الفلسطينية حاضرة في مجمع “الشروق” التي كان مديرها العام.. فلسطين قضيته التي لن يتنازل عنها، اجتهد المغفور له على توفير الدعم الإعلامي والمالي لفكّ الحصارعن غزة المكلومة، فكان أسطول الحرية سبباً لدخول أول قافلة جزائرية نظمتها حركة الإرشاد والإصلاح برعاية مجمع الشروق وتحت أشراف الراحل “على فضيل”.. فلروحه الطاهرة من فلسطين كل الحب والسلام ومن أهل غزة الدعاء له بالمغفرة والرحمة.. فالرجال الشرفاء، أصحاب الكلمة الصادقة التي تزلزل عروش الطواغيت لن تموت يوماً.