يتابع الجمهور الوهراني بشغف كبير عروضا مسرحية في إطار شهر تكريمي للممثل المسرحي القدير الراحل، سيراط بومدين، المنظم من طرف الجمعية الثقافية «الأمل» تحت شعار «سيراط بومدين عاد هذا الشهر». في إطار هذه التظاهرة التي انطلقت أواخر جويلية الماضي، برمجت ذات الجمعية كل يوم سبت عروضا مسرحية ب «مسرح الجيب» التابع لها تكريما للفنان المسرحي الراحل سيراط بومدين، الذي وافته المنية في 20 أوت 1995، وعرفانا لما قدمه للمسرح والتلفزيون والسينما من أعمال لا تزال خالدة، حسبما ذكره رئيس الجمعية، ميهوبي محمد. ويقدّم هذه العروض التي هي عبارة عن أعمال مسرحية فردية من نوع «ستند أب» شبان موهوبون في الفن الرابع، تخرّجوا من مدرسة التكوين التابعة للجمعية، على غرار أدم كسوري الذي عرض مرتين عمله الفني «نحن» ومسرحية «ستوب» (قف)، التي أعاد إخراجها محمد بن صغير، فيما قدّم المسرحي محمد ميهوبي، عمله الفني «كواليس». ويشهد هذا النشاط التكريمي الذي يتواصل إلى غاية 20 أوت الجاري، إقبالا من طرف محبي الفن الرابع وأعمال فقيد المسرح سيراط بومدين، الذي لا زال يسكن القلوب، وفق المسرحي ميهوبي الذي أشار من جهة أخرى إلى أن «هذه التظاهرة تشكل فرصة لاكتشاف مواهب جديدة لإثراء الحركة المسرحية بوهران، وتقتفي آثار عمالقة المسرح الجزائري». كما برمج المنظمون أيام 18، 19 و20 أوت الجاري أنشطة أخرى تتمثل في قراءة درامية لمسرحية جديدة من إنتاج جمعية «الأمل»، ستجسّد فوق الخشبة في ديسمبر القادم، بالإضافة إلى عرض فيديو للعمل التلفزيوني «شعيب الخديم» للفنان الراحل سيراط بومدين. كما ستحمل الدفعة 26 التي تتكون من 10 شباب أغلبيتهم جامعيين اسم الفنان المسرحي سيراط بومدين، حيث سيقدمون بمناسبة تخرجهم عروضا مسرحية فردية عبارة عن سرد (قراءة درامية)، تتناول مشاكل اجتماعية، وذلك تكريما لما قدمه هذا الفنان الفذ للمسرح على مستوى الوطني. يعد الفنان الراحل سيراط بومدين الذي ولد في 1945 بوهران، وتوفي في 20 أوت 1995 بمستغانم أحد الوجوه البارزة في التمثيل، سطع نجمه في سماء الفن عندما أسند له الفنان المسرحي عبد الرحمان ولد كاكي أدوارا في أعماله المسرحية، على غرار رائعة «القراب والصالحين». واشتهر سيراط بقدرته على تقمص عدة شخصيات في نفس الوقت، سواء على المسرح أو أمام الكاميرا، وبرع في تقنيات التعبير من خلال حركته الجسمية، ممّا جعله يشد انتباه الجمهور. وقد شارك في العديد من المسرحيات منها «البلعوط» للمرحوم بوعلام حجوطي و»العلق» و»الخبزة» و»حمام ربي» و»الأجواد» للمسرحي الراحل عبد القادر علولة. وبعد التحاقه بمسرح «القلعة» بالجزائر العاصمة، أجاد في العملين «ألف تحية للمتشرّدة» و»آخر المسجونين». كما أدّى الفقيد سيراط المعروف بخفة الروح، أدوارا في العديد من الأعمال التلفزيونية منها «عايش بالهف» و»شعيب الخديم» التي تناولت مواضيع اجتماعية في طابع كوميدي..وكذا في أعمال سينمائية منها «الرماد» و»حسن نية 2» و»البورتريه»، وحظي بعدة تكريميات وجوائز في مهرجانات وطنية وعربية.