يتابع العالم اليوم باهتمام الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لما لها من أهمية كبيرة على القضايا الدولية، بالنظر للدور المعتبر للولايات المتحدة في التوازنات السياسية العالمية.. فبعد أن خاض الثنائي «أوباما» و«رومني» ماراطونا حقيقيا في الحملة الانتخابية بألوان وطابع هوليوودي، وصل القطار إلى النهاية بالنسبة للمرشحين الديمقراطي والجمهوري لمعرفة مدى فعالية الحملة التي قام بها كل واحد منهما لاقناع الأمريكيين في قضايا تهمهم داخليا أكثر من السياسة الأمريكية الخارجية، حسب العديد من المحللين. وبما أن المنافسة بين المرشحين تواصلت منذ عدة أشهر بدقة كبيرة، فقد كانت المناظرات التلفزيونية هي «الباروميتر» أو المقياس الأولي لتحركات سبر الآراء، التي كانت تنشر باستمرار وفي كل خطوة لأوباما أو رومني.. وكل واحد منهما وظف أوراقه الرابحة بفعالية كبيرة، خاصة وأن المرشح الجمهوري كان قد تقدم ببعض الخطوات على أوباما في أول الأمر، أين كان الهجوم أحسن وسيلة له لإقناع الأمريكيين، أمام الرئيس المنتهية عهدته الذي لم يجد توازنه في الجولات الأولى... لكن الأوضاع تغيرت تماما في الأيام القليلة الماضية، اين بدى أوباما أكثر اقناعا فيما يخص خطواته والعمليات التي قام بها لإعادة التوازن للإقتصاد الأمريكي وخفض نسبة البطالة التي حددت في المدة الأخيرة عند رقم 7 5 ،٪. والأمر الرئيسي الذي دعم صفوف «أوباما» هو «الضيف المفاجأة»، أي إعصار «ساندي» الذي اجتاح بعض المناطق الشرقية للولايات المتحدة، والذي وظفه أوباما بشكل «براغماتي»، باعتباره الرئيس الحالي، اين اتخذ العديد من الاجراءات التي هدأت الوضع بالنسبة للمتضررين، واحتكر الواجهة في وسائل الإعلام الأمريكية، التي ركزت على هذه الكارثة ومدى التدخل لسريع لأوباما، وحتى بعض «الجمهوريين» رحبوا بالخطوات السريعة لعودة الأمور إلى نصابها في نيويورك بصفة خاصة. وهذا الوضع خدم كثيرا المرشح الديمقراطي، لا سيما وأن المقارنة كانت مباشرة مع ما حدث قبل سنوات خلال اعصار «كاترينا» الذي لم تكن التحركات لانقاذ المتضررين بمثل هذه السرعة لأوباما... فهل تكون الأمتار الأخيرة للسباق هي الحاسم بين برنامجين ورؤيتين لأمريكا والعالم في الأربع سنوات القادمة؟!!