نجح شباب بلوزداد في تخطي أولى المنعرجات الحاسمة لموسمه من خلال التأهل إلى دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا عقب الفوز، سهرة أول أمس، على جوليبا المالي بثنائية نظيفة بعد الخسارة ذهابا بهدفين مقابل هدف، وهي النتيجة التي زادت من الضغط على اللاعبين، وخاصة المدرب الذي كان مهددا بالرحيل في حال الإخفاق أمام ممثل الكرة المالية. تخطّى شباب بلوزداد عقبة جوليبا المالي بنجاح، وبلغ دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا بجدارة واستحقاق، وهو الأمر الذي كان منتظرا رغم أن ممثل الكرة المالية أسال العرق البارد لأشبال التقني التونسي نبيل الكوكي. مواجهة جوليبا كانت صعبة لأنّ تخطّيها ارتبط بتحقيق أول أهداف الموسم، وهو بلوغ دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، وإدارة الشباب كانت ترى أن تحقيق الهدف الأول يبقى أمرا ضروريا من أجل مواصلة الموسم بنجاح بالنظر إلى الإمكانيات التي وفرتها، وهو ما يجعل الفريق مطالبا بالمنافسة على الألقاب المحلية والقارية. النجاح في تحقيق أول أهداف الموسم حرّر اللاعبين، وخاصة الجهاز الفني بما أنّ التقني التونسي نبيل الكوكي كان يعاني من انتقادات كثيرة خلال الفترة الماضية، والأمر ارتبط على وجه الخصوص بعدم إقناع الفريق من الناحية الفنية رغم أنه كان يفوز بالمباريات في سيناريو مشابه لما حدث مع سابقه باكيتا. بقاء المدرب التونسي نبيل الكوكي على رأس العارضة الفنية للفريق كان سيكون أمرا مستحيلا بالنظر الى الانتقادات الكثيرة التي طالته من طرف الأنصار، و هو ما جعل الضغط يتسرب إليه خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد مواجهة الذهاب امام جوليبا، وهو الامر الذي جعله يقوم ببرمجة تربص مغلق في سطيف تحضيرا لمواجهة العودة أمام ممثل الكرة المالية. التواجد في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا هو المكان الحقيقي لفريق شباب بلوزداد بنسخته الحالية، حيث سيكون متواجدا مع كبار القارة الإفريقية في صورة الترجي التونسي والأهلي والزمالك المصريين، وفرق أخرى قوية برهنت أنها قادرة على المنافسة بقوة للتتويج باللقب القاري. التّسرّع بدا واضحا على اللاعبين خلال مواجهة جوليبا، ورغم تسجيل الهدف الأول من طرف ربيعي في الشوط الاول، إلا أن هذا الامر لم يحرر اللاعبين، والارتباك كان واضحا على أشبال الكوكي، وهو ما عكسته الفرص الكثيرة التي تم إهدارها بسبب التسرع، ما يؤكد أن اللاعبين عانوا من ضغط كبيرا قبل مواجهة العودة بسبب تسرب الشك إلى نفوسهم عقب الخسارة ذهابا في مالي بهدفين مقابل هدف. الفترة المقبلة ستعرف خوض الفريق العديد من التحديات، أبرزها العودة الى صدارة ترتيب الرابطة المحترفة الاولى من خلال الفوز باللقاءات المتأخرة، والمقدّرة بثلاث مواجهات ستسمح للفريق إن فاز بها بتصدر جدول الترتيب، وبفارق مريح عن أقرب الملاحقين، وهو ما يجعل اللاعبين يتحرّرون من الضغط المفروض عليهم بالنظر إلى أنّ مرتبة الفريق الحالية في البطولة لا تعكس القيمة الفنية للتعداد. التأهل إلى دور المجموعات لا يعني أنّ الضغط قد ابتعد عن المدرب نبيل الكوكي، ولكن الأكيد أنه سيلعب المواجهات المتأخرة للفريق في البطولة تحت ضغط كبير، والأهم بالنسبة له هو استعادة الصدارة.