تحسّبا لفصل الشتاء المقبل الذي يتميّز في أغلب مناطق ولاية سطيف عادة بتساقط كميات هامة من الثلوج، متسبّبة في انخفاض شديد لدرجات الحرارة، شرعت الجهات المعنية ومنها مديرية الطاقة والمناجم للولاية ومديرية مؤسسة نفطال في أخذ احتياطاتها لمواجهة أي طارئ، خاصة وأنّ التجربة المرة للموسم الماضي لازالت عالقة في الأذهان. وفي هذه الصدد، اتّخذت مؤسسة نفطال احتياطها بتوسيع مركز التوزيع لقارورات غاز البوتان بمدينة بوقاعة، التي تعتبر عاصمة المنطقة الشمالية الغربية للولاية، وهي المنطقة الجبلية ذات التضاريس الصعبة والمناخ القاسي، وقد تمّ رفع طاقة الاستيعاب لهذا المركز ب 13000 قارورة غاز بوتان إضافية ليصبح العدد الاجمالي الجديد 35000 قارورة بعد أن كان في الموسم الماضي لا يتعدى 22000 قارورة. وسيتم تدشين المركز الجديد في غضون الأسبوع المقبل، وهو المركز الذي من شأنه تلبية الحاجيات الكبيرة لسكان المنطقة من هذه المادة الأساسية في التدفئة والطبخ للعديد من الأسر في العديد من القرى والبلديات التي لم تستفد بعد من الربط بشبكة الغاز الطبيعي. ومعلوم أنّ المركز سيغطّي احتياجات كل البيوت التي لم تربط بعد بالغاز الطبيعي في 17 بلدية تابعة للمنطقة الشمالية الغربية، وعلى رأسها بلديات بوسلام وأيت تيزي وأيت نوال مزادة بمنطقة بوعنداس، وهي البلديات التي لم يتم بعد ربطها بالشبكة في كل أقاليمها. ارتياح الفلاحين للأمطار الأخيرة وأمطار غزيرة تهاطلت على مدينة سطيف وضواحيها مع رياح هوجاء، وحدّدت كمية التساقط ب 20 ملم، وقد جاءت في وقت جد حساس حيث انتظرها السكان وخاصة الفلاحون بفارغ الصبر بعد فترة انقطاع طويلة، محدثة الشك حول مدى نجاح الموسم الفلاحي الجديد، خاصة وأنّ المنطقة معروفة بإنتاج الحبوب على غرار القمح الصلب واللين والشعير. وفي هذا الصدد، علمنا من مصادر من تعاونية الحبوب والخضرالجافة لولاية سطيف، أنّه في الفترة الممتدة من أول أكتوبر التي انطلق فيها موسم الحرث والبذر وإلى غاية 31 من نفس الشهر، تمّ بيع 50 ألف قنطار استعملها الفلاحون في عملية البذر، وكانت التعاونية قد وفّرت في مخازلها حوالي 130 ألف قنطار للاستجابة للطلب المتزايد على البذور، علما أنّ المساحة المستهدفة بالحرث والبذر في الموسم الجاري على مستوى ولاية سطيف بلغت 183 ألف هكتار. وتقدّر مصادر عليمة المحصول المتوقع من مختلف الحبوب إذا سار الموسم بشكل عادي من خلال تساقط منتظم للأمطار ب 3 ملايين قنطار من مختلف الحبوب وعلى رأسها القمح والشعير، أي بزيادة 500 ألف قنطار عن الموسم الماضي، الذي حقق 5 ، 2 مليون قنطار فعليا عوضا عن التوقعات المحددة آنذاك ب 2 ، 3 مليون قنطار، ومن شأن الأمطارالغزيرة أن تبعث بالأمل لدى عموم الفلاحين بموسم جيد، خاصة وأنّها جاءت في مرحلة حساسة من انتشار البذور المزروعة، حسب العارفين.