طالب سكان قرية القرايعية، السلطات العمومية بتوفير متوسطة لأبنائهم، أياما قليلة بعد وفاة أحد تلاميذ المنطقة غريقا بسد بوحنيفية، رافضين التحاق أولادهم بمتوسطة سيدي سليمان والتي تبعد عن مقر سكناهم. ودعا السكان السلطات المحلية إلى تحمل مسؤوليتها حيال الأخطار المحدقة بتلاميذ الطور المتوسط من أبناء قرية القرايعية والقرى المجاورة لها بجبل اسطنبول على غرار قرية الجبايلية والموالدة الذين يتنقلون مسافة 7 كلم نحو قرية سيدي سليمان للالتحاق بمقاعد الدراسة، وسط متاعب حافلة النقل المدرسي التي تمتلئ عن آخرها. وقال أولياء تلاميذ قرية القرايعية، أن قرابة 250 تلميذ في الطور المتوسط، يعانون من التنقل اليومي إلى قرية سيدي سليمان التي يحيط بها سد بوحنيفية، زيادة على نحو 70 تلميذا من قرية الموالدة والجبايلية، الذي يحتاجون إلى متوسطة قريبة من بيوتهم ومقار سكناهم، لتجنب تكرار الحوادث المميتة على غرار مأساة وفاة الطفل بن حويدقة عبد الحكيم الذي سقط غرقا بسد بوحنيفية، فضلا عن أخطار أخرى تحدق بأبنائهم التلاميذ والتي يضطر الأولياء إلى منع بناتهم من الدراسة تجنبا للاعتداء والتحرّش. ولم يتجاوز سكان قرية القرايعية بعد، صدمة فقدانهم للتلميذ بن حويدقة عبد الحكيم (14 سنة)، غرقا بسد بوحنيفية، بعد أن أتم ساعات الدوام الدراسي ليوم الخميس الماضي في حدود الساعة 3 والنصف، متوجها إلى حوض السد رفقة اثنين من رفاقه للسباحة، قبل أن ينتشل جثة هامدة في اليوم الموالي بعد ساعات طويلة من البحث. من جهته، ردّ رئيس بلدية بوحنيفية على انشغال سكان قرية القرايعية، بالقول إن مطلبهم شرعي، غير أنه يحتكم إلى الخارطة المدرسية، الأمر الذي يخرج عن نطاق قرار مصالح البلدية التي أوجدت أرضية مناسبة لإنجاز متوسطة، في انتظار ما ستقرّره الجهات الوصية على قطاع التربية من خلال الخارطة المدرسية. وأشار نفس المسؤول، أن إنجاز متوسطة بقرية القرايعية يمكن أن يكون حلا للنقائص والمشاكل التي يتخبط فيها القطاع على مستوى منطقة بوحنيفية، لاسيما بالنسبة لتلاميذ المناطق المعزولة بجبل اسطنبول، على غرار قرى الموالدة والجبايلية والزماعشة.