تحدثنا الإعلامية شيرين نبيل، كبير مقدمي البرامج بإذاعة «صوت العرب» من القاهرة، على هامش لقائنا بها في الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية، عن الدور المصري في تضامنه مع الثورة الجزائرية دبلوماسيا، عسكريا وإعلاميا عبر إذاعة «صوت العرب». تقول شيرين ل«الشعب»: «الدور المصري في الثورة الجزائرية كان واضحا جدا في كثير من القضايا والجوانب السياسية والعسكرية والإعلامية، وتحديدا إذاعة صوت العرب التي كان لها دور إعلامي كبير.. كانت صوتا للثورة الجزائرية، وصوتا لمجاهدي الجزائر في كل أنحاء الجزائر». وتضيف محدّثتنا: «صوت العرب كانت إلى جانب ثوار الجزائر منذ أول شرارة للثورة، ولكل العمليات التي تحدث داخل الجزائر لمقاومة الاستعمار الفرنسي، بداية من إعلان البيان الأول لثورة التحرير الذي ألقاه الإذاعي الكبير المعروف الأستاذ أحمد سعيد، من استوديوهات صوت العرب من القاهرة في مصر، ليعلن انطلاق الثورة الجزائرية بكل عملياتها». وتشير الإعلامية المصرية إلى أنه، قبل انطلاق الثورة بحوالي ستة أشهر، قام المذيع أحمد سعيد بمجهود كبير يدعّم ويحشد الرأي العام الجزائري، للقيام بعمليات داخل الجزائر لمقاومة الاستعمار. وتقول أيضا إن بيان أول نوفمبر ألقاه أحمد سعيد، والرئيس الراحل هواري بومدين، ألقى بيانا بانطلاق الثورة الجزائرية التي استمرت سبع سنوات ونصف تقريبا، وأنه طوال هذه الفترة، كان هناك تضامنا من «صوت العرب» لعمليات الكفاح داخل الجزائر. وتؤكد شيرين، أن إذاعة صوت العرب بقيت تذيع أخبارا لبث الروح الحماسة لدى الجماهير الجزائرية، وأحمد سعيد يقدّم رسائل إلى داخل الجزائر للحث على القتال ومقاومة الاستعمار، وكان يبث الأغاني والأناشيد المخصّصة لهذا الموضوع. وتقول: «كثير من الأغاني والأناشيد المخصصة للثورة الجزائرية، سجلت من مطربين مصريين، النشيد الوطني الجزائري، «قسما»، كان من تلحين المطرب الكبير محمد فوزي، ليس هو فقط، عبد الحليم حافظ كان له أغان، كريم محمود، محمد قنديل.. هؤلاء المطربون غنوا للثورة الجزائرية». الأناشيد والأغاني الوطنية.. أصوات الثورة.. وتبرز محدثتن،ا أن الأناشيد والأغاني الوطنية كانت أكبر داعم للثورة وأنتجت مسلسلات والفيلم المعروف جميلة بوحيرد من تمثيل الفنانة ماجدة، وإخراج يوسف شاهين، وكلها تندرج ضمن الدعم الفني. وتؤكد الإعلامية أنه على مدى سبع سنوات ونصف، كان هناك تضامنا مصريا من كل النواحي إلى أن تحقق الاستقلال، وانطلق بيان آخر في إذاعة صوت العرب يعلن عن تحرير الجزائر من الاستعمار، وأصبحت دولة عربية حرة مستقلة، وألقى البيان وقتها أحمد بن بلة من أستوديوهات صوت العرب. وعلى المستوى الشعبي، تقول شيرين: «بين الشعبين، الجزائري والمصري، علاقة قوية تربطهما منذ مئات السنين، وكان هناك دعما عسكريا وتدريبا لشباب جزائريين في مصر في ذلك الوقت، وتضامنا على مستوى القيادات.. جمال عبد الناصر كان إلى جانب الثورة الجزائرية وكان يعرف أبعاد كل شيء». وتؤكد شيرين، أن الشعب المصري كان يقف دائما إلى جانب الدول العربية في الخمسنيات والستنيات، وكل الدول العربية التي كانت تسعى نحو التحرّر، كان الشعب المصري يساندها سياسيا وإعلاميا، وخاصة تضامن الشعب المصري للجزائريين منذ قديم الأزل ويستمر إلى الأبد، تضيف. وأعربت الإعلامية المصرية عن سعادتها بحضور الملتقى الدولي لأصدقاء الثورة الذي نظم يوم 17 ماي المنصرم بالجزائر، والذي سمح لها بلقاء عدد كبير من أصدقاء الثورة الجزائرية على مستوى العالم كله، من الشيلي، كوبا وأمريكا، مصر والعراق. وقالت: «هذا الملتقى يليق باسم الجزائر.. يقرب الناس من بعضها.. التقيت كثيرا من المجاهدين والمجاهدات الذين أصيبوا بعاهات، وحرصوا على حضور الملتقى الذي كان رائعا، بتنظيم جيد.. هنا، يمكن استرجاع ذكريات حتى ولو كانت أليمة، لكن نهايتها سعيدة.. أهنئ الشعب الجزائري بمرور ستين عاما على استرجاع السيادة الوطنية، وإن شاء الله الجزائر في تقدم ورقي».