رحل الإذاعي المصري, أحمد سعيد, أمس الإثنين, عن عمر يناهز 93 عاما, مخلفا وراءه رصيدا إعلاميا ثريا ساهم من خلاله في دعم ومساندة قضايا القومية العربية ونشر الافكار الثورية ومناهضة الاستعمار عبر إذاعة "صوت العرب" التي كانت تبث لجميع أقطار العالم العربي. وطيلة مسيرته الاعلامية التي شهدت العديد من الاحداث في العالم العربي وصف الراحل أحمد سعيد بأنه "صوت المناضلين العرب وحصن العروبة والاعلامي المدافع عن قضايا التحرر في العالم العربي" الذي لم ينقطع أبدا عطاؤه, وقدم خلال مشواره إعلاما مهنيا هادفا, وله إسهامات كبيرة في تطوير وتجويد العمل الإذاعي, فكان نموذجا يحتذى به في المهنية. وتطرق الصحفي الراحل, في تصريحات اخرى, الى العلاقات التاريخية بين الثورتين المصرية والجزائرية, مبرزا عدة محطات في مسار هذه العلاقات بدءا من العدوان الثلاثي على مصر في 1956, كما ابرز وقوف الجزائر في حرب 1967 إلى جانب مصر حين أرسلت قواتها الجوية ووحدات من الدفاع الأرضي للدفاع عن مصر ضد العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له, وكذا في حرب 1973 عندما دفعت الجزائر مسبقا للسوفيات مقابل مد مصر بما تحتاجه من أسلحة لتعويض السلاح الذي خسرته في الحرب. وكانت الاذاعة تبث أناشيد و خطب حماسيه لزياده حماس الثوار في الجزائر و تشجيعهم على مواصلة درب الكفاح حتى النصر او الشهادة, وهو ما جعل الاعلام الفرنسي يشن هجوما قويا على الاذاعة و طالبت بعض الصحف الفرنسية التي كانت تصدر في الجزائر وقتها بالقبض على من يستمع لصوت العرب. = أحمد سعيد مذيع النكسة يرحل في ذكراها ال 51 = وتزامن وفاة الاعلامي المخضرم مع ذكرى الذكرى 51 للنكسة في يونيو 1967 ولا يزال المصريون يذكرون صوت سعيد في مثل هذا اليوم منذ أكثر من نصف قرن, وهو يتلو بفخر عبر الإذاعة بيانات تحدثت فيها عن تقدم الجيوش العربية وإسقاط عشرات الطائرات وتدمير مئات المعدات الإسرائيلية, بينما كانت الإذاعات العالمية تتحدث عن هزيمة مدوية للقوات المصرية والسورية, وسقوط سيناء بيد قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد صرح سعيد قبيل وفاته بأنه نقل البيانات, التي كانت تأتي إليه من مصادر رسمية وكان ملتزما بإذاعتها دون تغيير. أما عن قضية العرب الأولى وهي القضية الفلسطينية, فقد اهتمت بها إذاعة صوت العرب اهتماما كبيرا و خصصت لها البرامج العديدة على أثيرها ليلا نهارا حتى انطلقت إذاعة فلسطين من القاهرة في 29 أكتوبر 1960 .