يواجه المنتخب الوطني نظيره المالي وديا، سهرة اليوم، بملعب ميلود هدفي بوهران، حيث يعوّل الناخب الوطني كثيرا على هذه المواجهة من أجل تحقيق الانتصار من جهة والتعرف على قدرات وإمكانيات بعض العناصر الجديدة من جهة أخرى، حيث يدرك أنّ ضيق الوقت يتطلّب منح الفرصة لبعض اللاعبين، ولو على حساب الانسجام داخل التشكيلة. يستقبل المنتخب الوطني منتخب مالي سهرة اليوم بملعب ميلود هدفي في مواجهة دولية ودية، يسعى من خلالها الناخب الوطني جمال بلماضي إلى التعرف على إمكانيات وقدرات بعض اللاعبين الجدد، والذين لم يشاركوا كثيرا خلال التربصات الماضية بحكم أن بلماضي لا يجري تغييرات كبيرة، ويراهن دائما على نفس مجموعة اللاعبين. اللعب بتوازن سيكون شعار بلماضي خلال المباراة من خلال التغييرات القليلة التي سيقوم بها، حيث لن يغامر بإجراء تغيير عميق على التشكيلة يكون له تأثير سلبي على الانسجام والتكامل بين اللاعبين، ويقلل من قوة المنتخب، وهو الأمر الذي سيخدم المنافس الذي يطمح لصنع المفاجأة. مباراة مالي ستعرف غياب ثلاث لاعبين لأسباب مختلفة، وهو ما سيقلّل من خيارات الناخب الوطني، حيث يغيب رامي بن سبعيني مدافع بوروسيا مونشنغلادباخ الالماني بسبب إصابته بفيروس كورونا بينما يغيب الثنائي أدم وناس وألكسندر أوكيجدة لأسباب إدارية، حيث استغل فريقيهما ثغرة قانونية من أجل منعهما من الالتحاق بتربص المنتخب الوطني. على مستوى حراسة المرمى الأمور تبقى مبهمة في ظل إصابة زغبة الأخيرة رغم أنّه تواجد في القائمة، إلا أنّ المدرب قد يلجأ إلى خيارات أخرى، ونفس الأمر ينطبق على محور الدفاع الذي يعاني من عدم جاهزية العديد من اللاعبين على غرار توبة المصاب مؤخرا مع فريقه في البطولة التركية. تعرّض توبة للإصابة وغياب بن سبعيني سيخلط لا محالة من أوراق الناخب الوطني، الذي سيكون مضطرا للقيام بتغييرات لم يكن يريد القيام بها من اجل تعويض بن سبعيني والنقص الموجود على مستوى محور الدفاع على أمل الظهور بمستوى جيد أمام هجوم المنتخب المالي. غياب بن سبعيني مربك للغاية خاصة أن الناخب الوطني لم يجد لحد الان اللاعب القادر على منافسته، وهو ما سجعله مطالبا بإشراك اللاعب حماش، ولكن هذا الأخير متعود على اللعب متقدما في فريقه وشغل الجهة اليسرى، وهو ما سيجعل بلماضي في حال اعتماده على اللاعب مطالبا بتغيير الخطة. الحل المؤقت لهذه الوضعية هو الاعتماد على عطال على الجهة اليسرى، كما حدث خلال مباراة الكاميرون الفاصلة وبن عيادة يلعب على الجهة اليمنى من الدفاع مع الحفاظ على النهج التكتيكي المتبع من خلال اللعب بأربعة لاعبين في الخلف في انتظار اتضاح الرؤية بخصوص مصير توبة. كان توبة الحل المناسب لتعويض بن سبعيني، إلا أن إصابته هو الآخر لم تأت في وقتها، وهو ما يجعل التحاق لاعب آخر بالمنتخب الوطني في منصب مدافع أيسر أكثر من ضروري على الأقل من أجل تفادي حدوث ثغرة على الجهة اليسرى من الدفاع في حال غياب بن سبعيني. على مستوى وسط الميدان والهجوم الخيارات متاحة بالنسبة للناخب الوطني رغم غياب وناس لأسباب إدارية، وإصابة أندي ديلور مع نيس وهو ما جعل بلماضي يوجه الدعوة الى مهاجم شباب بلوزداد عريبي، وهو الخيار الذي واجه انتقادات واسعة جعل عريبي يرد في المنطقة المختلطة بطريقته، مؤكدا أنّه عازم على الرد على كل من قلل من إمكانياته على أرضية الميدان في حال نال ثقة الناخب الوطني. بن رحمة قد يستغل غياب وناس من اجل اخذ فرصته خلال مواجهة مالي، والتأكيد على أحقيته بالتواجد مع المنتخب الوطني، حيث يمر اللاعب بفترة مميزة مع فريقه ويست هام أسهم خلالها في تسجيل الأهداف وهو ما جعل مدرب فريقه يعيد حساباته من خلال إعادته الى التشكيلة الأساسية. مستوى المنتخب المالي تطور كثيرا خلال الفترة الماضية بفضل جيل مميز من اللاعبين وهو الأمر الذي يدركه جيدا الناخب الوطني، حيث أكّد في الندوة الصحفية الأخيرة أنّ المنافس من المنتخبات الجيدة واللعب أمامه يعد اختبارا مهما بالنسبة للمنتخب الوطني وقدرات اللاعبين.