أكد الخبير في القضايا الجيوسياسية البروفيسور محند برقوق على النجاح الكبير الذي حققته القمة العربية في الجزائر بالنظر إلى ما وضعته الجزائر من مقاربة عقلانية ليس فقط على مستوى التحضير وتوفير الشروط المادية بل أيضا على مستوى جدول الأعمال ومنهجية العمل وكذا التوافق الكبير الذي حققته . وأبرز البروفيسور برقوق لدى استضافته هذا الخميس ضمن برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أن القمة شهدت مستوى تمثيل قياسي للدول العربية "كما وصفه السيد الأمين العام للجامعة عندما قال أنه تاريخي"بحضور17 رئيس دولة وولي عهد بالإضافة إلى 4 ممثلين لدولهم من ذوي الوظائف العليا ". وبحديثه عن مخرجات القمة من قرارات وإعلان الجزائر أكد ضيف الصباح أنها أتت بالكثير وأكدت على القيم الأساسية للعمل العربي المشترك من خلال جعل الحلول العربية للمشاكل العربية ومحاولة استقراء المستقبل والتحضير له بشكل جماعي وعلى ضرورة دعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل السياسية والمادية والدبلوماسية باعتبارها قضية مركزية. واعتبر البروفيسور برقوق إعلان الجزائر وقراراته تصورا جعل هذه القمة مفصلية مشددا في السياق ذاته على قيمته الإستراتيجية خاصة فيما يخص الدفع بالقضية الفلسطينية نحو مزيد من الفعالية على المستوى الدولي من خلال العمل على تمكين الدولة الفلسطينية من حقها في أن تكون دولة عضوة داخل الأممالمتحدة والعمل على مرافقة الفلسطنيين في حل مشاكلهم من خلال العمل بإعلان الجزائر الخاص بلم الشمل الفلسطيني الموقع تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بتاريخ 13 أكتوبر الماضي . واسترسل المتحدث ذاته بالقول "الجزائر منذ بداية عملية البحث عن حلول للقضية الفلسطينية تبادر من أجل دعم القضية على كل المستويات وما طرحه رئيس الجمهورية في اليوم الأول من القمة وهو تأسيس لجنة اتصالات وتنسيق للعمل العربي داخل الأممالمتحدة من اجل نيل المزيد من الاعترافات بالنسبة للدولة الفلسطينية و دعم طلب فلسطين للعضوية مكتملة الحقوق داخل الأممالمتحدة الذي يقتضي بالأساس عمل كبير على المستوى الدبلوماسي ." واوضح برقوق جملة من المبادرات الخاصة بالأزمة الليبية وقد تحدث عنها رئيس الجمهورية قبل القمة أين أكد أن سنة 2023 ستكون سنة فصل وحسم للملف الليبي بشكل يضمن للشعب الليبي وحدته وسيادته والانتقال بطرق ديمقراطية عن طريق الانتخابات . وأشار البروفيسور برقوق الى تفعيل البند 24 الذي تم اقتراحه من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بهدف تسهيل عملية التكامل الاقتصادي وإعطاء البعد الشعبي مكانته في الدبلوماسية العربية. ووصف برقوق القمة العربية بالجزائر بقمة "الأمل والعمل "من خلال الإقرار بضرورة إيجاد شروط تكامل اقتصادي بإنشاء منطقة للتجارة الحرة الكبرى وتسهيل العمل من أجل منطقة جمركية مع العمل أيضا على بناء شروط مشاركة مدنية وشعبية أكثر في ظل تصور لإصلاحات عميقة وجذرية للعمل العربي المشترك.