قال سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية لدى ليبيا ومبعوثها الخاص، ريتشارد نورلاند، إنّهم يعتبرون عبد الحميد الدبيبة رئيسًا مؤقتًا للحكومة، وإنّ ليبيا ليست بحاجة إلى فريق آخر من الوزراء المؤقتين. وكشف أنّه أكد على جميع الأطراف بوجوب إجراء انتخابات في أقرب وقت ممكن، وأن يلتزم الجميع بنتائجها مهما كانت. أكد نورلاند أنّ القادة الأفارقة لديهم فهم كبير للوضع الليبي، ولديهم مصلحة في رؤية تهدئة الصراع الإقليمي، وأنه يمكن للاتحاد الإفريقي أن يلعب دورا في كسر ما وصفه بالمأزق في ليبيا. وذلك قبيل انعقاد القمة الأفريقية الأمريكية بواشنطن، يومي 13 و15 ديسمبر الجاري. أوضح السفير الأمريكي في مقابلة مع صحيفة "جون أفريك" أنّ إجراء الانتخابات في ليبيا تعكس رغبة المجتمع الدولي ككل لإنهاء النزاع في ليبيا، وليس رغبة حكومة الوحدة الوطنية وحدها. وقال إنّ جميع الأطراف الليبية ترغب في إجراء الانتخابات والجميع يرغب في رؤية المزيد من التقدم. وأشار في هذا السياق إلى دور مجلسي النواب والدولة والجهات الفاعلة الأخرى، إلى جانب 2.8 مليون ناخب سجلوا أسماءهم في القوائم الانتخابية. وأكد نورلاند، أنّ إلغاء انتخابات 24 ديسمبر 2021، مثلت خيبة أمل كبيرة لكلّ من له مصلحة في إجرائها، مشدّدا على أنّ الدرس المستفاد من تلك التجربة هو أنّ جميع القادة يجب أن يلتزموا بقبول نتائج التصويت، حتى لو لم يفوزوا. وذكّر نورلاند، في هذا السياق، بجهود الاتحاد الإفريقي مع المجلس الرئاسي، من خلال ملتقى المصالحة الوطنية الذي يمكن أن يجمع بين الأطراف المتصارعة، مؤكدا دعم الولاياتالمتحدة لهذا المنتدى، وداعيا إلى ضرورة دعم الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة عبد الله باثيلي. وحذر من استمرار خطر العنف الذي قد يؤثر على أيّ تقدم في المشهد الليبي. وذكر بمقتل 32 شخصا في طرابلس، شهر أوت الماضي، الذي اعتبره بمثابة دق ناقوس خطر لجميع الأطراف الليبية. وفي موضوع قطاع الطاقة، شدّد نورلاند على أنّهم يولون لإدارة أموال النفط في ليبيا أهمية قصوى، داعيا جميع الأطراف إلى الاتفاق على آلية لصرف هذه الأموال ومتابعتها لمنع تحويلها. من جهتها، قالت المستشارة الأممية السابقة في ليبيا ستيفاني وليامز، إنّ اللامركزية ستحد من ميل المسلحين لمهاجمة العاصمة طرابلس. وأكدت وليامز في ندوة حوارية استضافها معهد جون هوبكنز، أمس، على أهمية تقليل السلطات من المستوى المركزي إلى المحلي. وقالت إنّ هناك شعورا لدى بعض الشرائح بأنّها مهمشة، وهي تهدّد بالانفصال أو الحكم الفيدرالي وهو أمر مخالف لرغبة معظم الليبيين. وتابعت المستشارة الأممية السابقة أنّ هناك مشكلة على المستوى الوطني وأنّ هناك عددا كبيرا من المؤسسات تعاني نقصا في الشرعية. ولفتت إلى أنّه ينبغي لها تقاسم السلطة والمسؤوليات. من الصراع إلى المصالحة طالبت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، بوضع حدّ لما سمياه "الإفلات من العقاب" في ليبيا، وتعهّدا بدعم المؤسسات الليبية لتحقيق العدالة. جاء ذلك في بيانين صادرين عن بعثة الأممالمتحدة للدعم لدى ليبيا، والاتحاد الأوروبي، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان الذي يحتفل به، في 10 ديسمبر من كل عام. وناشدت بعثة الأممالمتحدة للدعم لدى ليبيا "جميع الأطراف والجهات الفاعلة الليبية، لضمان إدراج حقوق الإنسان في صلب عملية السلام القائمة". واعتبرت أنّ "استمرار انتهاكات حقوق الإنسان بلا هوادة واستشراء إفلات الجناة من العقاب، يجعلان السلام المستدام أملاً بعيداً عن متناول الليبيين". ونقل البيان عن المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا عبد الله باتيلي تأكيده "ضرورة الشروع بتوافق ليبي بشأن حقوق الإنسان كأساس لعملية السلام".