الجيش الوطني الشعبي.. دور فعّال في حقل الصناعة الوطنية المورد البشري يحظى بتكوين احترافي ويتبنى مسارا تنمويا متطورا شاحنات ومركبات تثير اهتمام المواطنين والشركات العمومية والخاصة المقدم بحري: خبرة تفوق 32 سنة في مجال الصناعة الميكانيكية النقيب تلمساني: المنتجات موجهة للمواطنين والمؤسسات العمومية والخاصة جذبت أجنحة الصناعات العسكرية للجيش الوطني الشعبي، جمهورا غفيرا من زوار معرض الإنتاج الجزائري، وسجلت مؤسساتها استقطابا ملفتا لكثير من المهتمين والمعجبين بصناعات متنوعة وذات جودة عالية، خاصة تلك المتعلقة بصناعة مختلف المركبات والعتاد، وكشفت عن مستوى رفيع من التحكم في التقنيات الحديثة ومواكبة التطور التكنولوجي، بل إن جميع منتجات أجنحة المؤسسة العسكرية، تعكس توجها طموحا يعد بمستقبل زاهر، على خلفية أن عملية تسويق المنتجات تنفتح على المؤسسات العمومية والخاصة، ولا تستثني المواطنين، وهذا من شأنه أن يرفع من مستوى التنافسية في السوق الوطنية لطرح منتجات جيدة بأسعار معقولة، ولعل سر المنحنى التصاعدي للصناعات العسكرية، تركيزها القائم على التكوين المستمر للمورد البشري، لأنه يمثل القلب النابض لأي تقدم المستمر. تنفتح فضاءات المؤسسات الممثلة للصناعات العسكرية، بشكل جواري على زوار المعرض، ووجدناها في استماع مستمر لا ينقطع لاهتمامات وطلبات الزبائن الذين وجدوا حاجتهم لدى هذه المؤسسات التي وصلت إلى احترافية عالية وتقدم مبهر، شهد عليهما كل من التقيناهم.. «الشعب»، تنقلت إلى عدة أجنحة بمساعدة النقيب مهدي، ووقفت على قوة منتوج وطني وتنافسيته العالية، فقد وجدته يضاهي المستويات العالمية، وفق مسار دقيق، اعتمد فيه على كفاءات ومهارات وطنية، بنسبة مائة بالمائة. الوقوف عن قرب على قدرات المؤسسة البداية كانت من مؤسسة البناءات الميكانكية، الكائنة بولاية خنشلة، وهي الرائدة في صناعة وإنتاج الأسلحة، حيث تتمتع باحترافية عالية، وتواكب أحدث الصناعات بالعالم. تحدثت «الشعب» إلى المقدم عبد الوهاب بحري، ممثل المؤسسة بالمعرض، فقام باستعراض مسار وجديد المؤسسة في السوق الوطنية، مؤكدا أن مؤسسة البناءات الميكانيكية تعد مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، تابعة لمديرية الصناعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع الوطني، بينما تتمثل مهمتها الرئيسية في دراسة وتطوير وإنتاج الأسلحة لفائدة الجيش الوطني الشعبي ومختلف الأسلاك الأمنية، وكذا مؤسسات شبه عسكرية. كما أن ذات المؤسسة، حسب المقدم بحري، تعكف على تقديم الخدمات التقنية المختلفة، إلى جانب إنتاج قطع الغيار وأدوات الإنتاج، على غرار أدوات القطع وأدوات القياس ومراقبة الجودة للاستعمال الداخلي، أو لفائدة المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة، في إطار المناولة. وبخصوص ما قدمته وتسهر على بلوغه هذه المؤسسة، أوضح المقدم عبد الوهاب بحري، أنها تتمتع بخبرة تفوق 32 سنة، في مجال الصناعة الميكانيكية، وهذا ما مكنها من تطوير قدراتها التكنولوجية والإنتاجية والصناعية، خاصة في ظل سياسة العصرنة التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي اهتماما كبيرا، سواء على صعيد التجهيزات أو التكوين المستمر للمورد البشري، وهذا ما يعكسه اليوم التنوع المسجل في منتجات المؤسسة، انطلاقا من المسدس الرشاش عيار «7.62 ملم»، علما أنه تم إنتاجه منذ بداية نشاط المؤسسة، وإلى غاية صناعة الرشاش عيار «12.7 ملم» الذي شرع في تصنيعه العام الماضي، بالإضافة إلى بعض المنتجات المبرمج طرحها خلال عام 2023، على غرار بندقية الصيد بنسختين. بالموازاة مع ذلك، قال المقدم بحري، إن المؤسسة حظيت باهتمام كبير من طرف المواطنين الذين زاروا جناح الصناعات العسكرية، خاصة كونها منتجات مصنفة مائة بالمائة جزائرية وأنجزتها كفاءات وطنية. ووصف ممثل مؤسسة البناءات الميكانيكية بخنشلة، إقبال الوافدين على المعرض ب «الكبير جدا»، ومن كل الفئات العمرية، المنجذبين بإعجاب لكل ما عرض، وفوق ذلك، خاصة حين أدركوا أن هذه الأسلحة تصنع بالجزائر بنسبة مائة بالمائة، كما وقفوا على قدرات المؤسسة، خاصة على صعيد تقديم خدمات للمؤسسات العمومية والخاصة، في إطار المناولة. كما تقوم هذه المؤسسة بدور كبير في الصناعة الوطنية، طبقا لتعليمات قيادة الجيش الوطني الشعبي، من أجل إثراء النسيج الاقتصادي الوطني. تسويق المركبات والسيارات للمواطنين وبجناح مؤسسة تطوير صناعة السيارات، يتدفق الزبائن كما الزوار بأعداد هائلة، بالنظر إلى المنتجات العديدة التي يسجل عليها طلب كبير في السوق الوطنية، وتكبح الاستيراد؛ يتعلق الأمر بالشاحنات والمركبات النفعية والمركبات متعددة الخدمات. علما أن هذه المؤسسة المنتجة للمركبات، تابعة لمديرية الصناعات العسكرية، مهمتها إنتاج وتسويق الشاحنات والحافلات لعلامة «SNVI»، إلى جانب إنتاج وتسويق السيارات النفعية والشاحنات والحافلات لعلامة «مرسيدس بنز» للمؤسسات العمومية والخاصة وكذا المواطنين. يذكر أن علامة «مرسيدس بنز»، تصنع مركبات نفعية لنقل البضائع والأشخاص، وكذا الشاحنات ذات الوزن الثقيل «أكتروز»، وشاحنات الوزن الخفيف «Accelo»، وكذا مركبات رباعية الدفع «Class-G». كما تعمل ذات المؤسسة على تطوير القطاع الاقتصادي لدى وزارة الدفاع الوطني، وتسهر على تلبية حاجيات الشركات العمومية والخاصة. وبخصوص كل ذلك، قال النقيب مصطفى تلمساني، في لقاء جمعه ب «الشعب»، إن مؤسسة تطوير صناعة السيارات، تنشط تحت وصاية مديرية الصناعات العسكرية التابعة للجيش الوطني الشعبي، وذكر - في سياق متصل - أنها مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، ولديها عدة فروع. قائمة السيارات الجديدة المطروحة بالسوق بخصوص الفرع الأول، قال النقيب تلمساني إنه يتواجد على مستوى ولاية تيارت، والمتمثل في الشركة الجزائرية لصناعة العربات «مرسيدس بنز» «SAFAV». علما أنه، إلى جانب ذلك، لديهم الشركة الجزائرية لصناعة العربات ذات الوزن الثقيل المتواجدة على مستوى الرويبة بالعاصمة، إضافة إلى فرع للتسويق «AMS»، والشركة الجزائرية لصناعة العربات على مستوى ولاية تيارت، حيث تقوم بتصنيع سيارات ذات الدفع الرباعي «Class-G»، وسيارات «سبرينتر»، وعلى مستواها تتم هيكلة هذه السيارات لإنتاج مختلف الأنواع، مثل سيارات الإسعاف وسيارات النقل. وهناك سيارات جديدة بالسوق، والمتمثلة في العيادة المتنقلة، ومركبات تحتوي على رافعات، وأيضا سيارات مخصصة للدرك الوطني كسيارات «VIR»، وأيضا السيارات المخصصة للشرطة والسيارات المخصصة لإطفاء الحرائق وسيارات التبريد. وتحدث النقيب تلمساني عن طرح المؤسسة لمنتوج جديد مؤخرا، والمتمثل في عربات تنظيف قنوات الصرف الصحي والعيادة المتنقلة، أي على مستوى شركة تيارت. وفيما يتعلق بشركة صناعة العربات ذات الوزن الثقيل على مستوى الرويبة، أوضح النقيب مصطفى تلمساني، أنها تعكف على تصنيع شاحنات علامة «مرسيدس بنز» بمختلف أنواعها، أي صغيرة وكبيرة الحجم، مشيرا - في سياق متصل - إلى إدماج شركة «SNVI» مع مديرية الصناعات العسكرية، والتي هي حاليا تابعة لمؤسسة تطوير الصناعات. وأشار النقيب تلمساني إلى وجود عدة فروع تخص علامة «سوناكوم» سابقا، والمتواجدة على مستوى ولاية تيارت، والمتمثلة في هياكل العربات الصناعية والخفيفة، وتتفرع بولاية الجزائر إلى ثلاثة فروع، أي هياكل صناعية بالرويبة، وكذا السيارات الصناعية والنفعية بالرويبة، بالإضافة إلى مؤسسة تجديد السيارات الصناعية «ERVI». 10 نقاط للتسويق وضمان خدمة ما بعد البيع في مجال التسويق، أكد النقيب مصطفى تلمساني، تواجد نحو 10 نقاط بكل من تلمسان ووهران وحسين داي والرويبة وتيزي وزو، بالإضافة إلى سطيف وقسنطينة وعنابة وورقلة وبشار، وكل هذه النقاط تشتغل بعملية البيع، وتضمن خدمات ما بعد البيع. كما أن المنتجات موجهة لجميع الفئات من المواطنين والمؤسسات العمومية والخاصة. ولم يخف محدّثنا أنه سجل بالمعرض طلب معتبر على المركبات، خاصة أن المعرض يتزامن مع اقتراب نهاية السنة الجارية. تجدر الإشارة، إلى أن المعرض شهد عرض وتسويق «السيارة الورشة»، واعتبر النقيب تلمساني أنه في كل مرة، تحرص المؤسسة على تلبية طلب السوق الوطنية، مثل العيادة المتنقلة الموجهة إلى مناطق الظل، لفك العزلة عن المواطنين، في إطار توجيهات رئيس الجمهورية. ولا يخفى أن ذات المؤسسة، تقوم بصناعة هياكل خاصة على غرار السيارات المدرعة الخاصة بنقل الأموال للبنوك والبريد، وسيارة تنظيف الصرف الصحي، بعد أن كانت تستورد من الخارج، وتوفر لمختلف البلديات ودواوين الترقية العقارية. واستعرض النقيب، سلسلة المنتجات الصناعية الجديدة، مثل صناعة حافلات ب47 مقعدا بجودة عالية، تتوفر على جميع متطلبات الراحة والأمان للمسافات البعيدة، مثل «حافلة نوميديا»، إلى جانب حافلات للنقل المدرسي، وشاحنات لنقل البضائع والشاحنات الخاصة بنقل النفايات، وشاحنات مزودة برافعات، وقاطرات تشحين متنقلة تحمل الزيوت والبنزين. خلية استماع لتلقي الانشغالات والآراء يستقطب جناح مؤسسة البناء والتصليح البحريين بدوره، أعدادا هائلة من الزوار، وهذا ما وقفت عليه «الشعب» خلال تواجدها وحديثها مع الرائد علي الواحد حمزة، الذي شرح في البداية الدور الذي تقوم به هذه المؤسسة وفرعها وحدة البناء البحري بعنابة، حيث تعرض مجسمات بالمعرض، تمثل أهم الإنجازات على مستوى المؤسسة، وهي موجهة للقوات البحرية، وكذلك المؤسسات المينائية الجزائرية. وصرح الرائد علي الواحد حمزة قائلا، إن المؤسسة تسهر على البحث الدائم للتعامل مع شركات وطنية عمومية أو خاصة، والتي تنتج منتجات محلية مائة بالمائة، واعتبر أن المعرض شكل فرصة لتعريف مؤسستهم بالمؤسسات الوطنية. وبجناح الديوان الوطني للمواد المتفجرة، سلطت النقيب أمينة شيكر الضوء على الدور والمهمة المسندة للديوان، كونه مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري، تابع لمديرية الصناعات العسكرية بوزارة الدفاع الوطني. وأفادت بأن الديوان يختص في إنتاج المواد المتفجرة ذات الاستعمال المدني، مثل إنشاء الطرق والأنفاق والبنى التحتية، وكذا خراطيش الصيد على مستوى 4 وحدات مختصة بالإنتاج والبيع، أي مركب الإنتاج والبيع بمليانة، ووحدة الإنتاج بتجلابين، ووحدة إنتاج خراطيش الصيد بسيدي موسى، بالإضافة إلى الشركة المشتركة مع شركة صينية، إلى جانب عدة وحدات للبيع على مستوى التراب الوطني. ووصفت النقيب أمينة شيكر مشاركة الديوان الوطني للمواد المتفجرة، بأنّه فرصة لتعريف المواطنين بمنتجات الديوان. وأشارت إلى تسجيل توافد مؤسسات خاصة تنشط في مجال البناء على جناح الديوان، للتعرف على المنتجات، إلى جانب مؤسسات تنشط في مجال بيع واستيراد المواد الأولية ومواد التغليف، وكذلك مؤسسات توزيع المخابر، ومؤسسات توزيع المعدات الخاصة بالإنتاج، وهذا ما يسمح للديوان الوطني للمواد المتفجرة بتوسيع وتجديد قائمة ممونيه في شتى المجالات. وخلصت النقيب شيكر إلى القول، إن معرض الإنتاج الجزائري، أتاح خلق خلية استماع وتلقي الانشغالات والآراء. مسار تنموي متطور للصناعات العسكرية الصناعات العسكرية في الوقت الراهن، تقوم بدور فعال بالصناعة الوطنية، لذا من الطبيعي أنها تستقطب الزوار بمعرض الإنتاج الجزائري بشكل محسوس، لأن هذه الصناعات، تتمتع بجودة عالية، يراهن عليها كثيرا في تعزيز النسيج الاقتصادي الوطني. وما يجذب كذلك في مسار هذا التطور، الذي بلغته مؤسسات الصناعات العسكرية، تركيزها على المورد البشري، كونه يحظى بتكوين احترافي، ويتبنى مسارا تنمويا متطورا. وسجل في ذات المعرض، عرض شاحنات ومركبات، أثارت اهتمام المواطنين والشركات العمومية والخاصة، بل هناك من جاء ليستفسر من الزبائن، إن كانت هذه الشاحنات موجهة للتصدير، بالنظر إلى جودتها وتنافسيتها العالية، وفوق ذلك تعزز من العرض على مستوى السوق الوطنية، كونها في حاجة ماسة إلى مثل هذه الصناعات المتطورة.