سلّط باحثون ومختصّون وحرفيّون الضوء بباتنة على الملحفة الأوراسية، وما يقترن بها من حلي وأدوات الزينة التقليدية خلال يوم دراسي خاص بتصنيف اللباس التقليدي للشرق الجزائري في قائمة التراث غير المادي للإنسانية. وتمّ التركيز خلال التظاهرة التي احتضنها رواق المعارض الفنان التشكيلي الشريف مرزوقي بالمركب الثقافي والرياضي بحي كشيدة بعاصمة الولاية، على تاريخ وخصائص ومميزات هذا اللباس التقليدي الذي توارثته نساء المنطقة عبر الزمن، وما زالت الكثيرات محتفظات به إلى حد الآن رغم العصرنة. وأكّد مدير المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، سليمان حشي، أن المبادرة التي نظّمها المركز بإشراف من وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، «تأتي تمهيدا لاقتراح إدراج الزي التقليدي النسوي للشرق الجزائري بجميع أنواعه المحلية ضمن القائمة الممثلة للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية». من جهته، أبرز مدير الثقافة والفنون محليا، عبد الحق عامر بن رحو، أهمية اللقاء الذي تمّ فيه إشراك المختصين والباحثين وأيضا حرفيين وجمعيات ناشطة في الميدان لإثراء هذا الملف، وخاصة إعطائه البعد الحقيقي وتدعيمه بمعطيات دقيقة تزيد من قوته بالحجة والبرهان. فيما ركّز الدكتور الباحث والمختص في التاريخ بجامعة باتنة 1، يزيد بوهناف، على أن الملحفة كموروث ثقافي مشترك في عديد ولايات الشرق الجزائري مقرونة بالحلي والوشم بكل ما يكتسيانه من دلالات عميقة في المجتمع الأوراسي. وتطرّقت أستاذة التاريخ المتقاعدة والحرفية حياة مسعودة بوعلي، لتاريخ الملحفة المتجذر بالجهة، والذي اعتمد في البداية على الصوف واللونين الأسود والأبيض، ثم التطور الذي عرفته بعد ذلك واعتمادها على الألوان الزاهية المستمدة من الطبيعة. وتضمّن اليوم الدّراسي الذي حضره مهتمّون بالشأن الثقافي محليا عدّة مداخلات، من بينها «الزي التقليدي النّسوي بالشرق الجزائري»، «الملحفة الشاوية تاريخ الأصالة والأناقة» و»اللباس التقليدي عنوان المجتمع».