الاكتفاء الذاتي.. أقرب طريق إلى سيادتنا واستقلالنا الغذائي أوْلى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اهتماماً بالغاً بالقطاع الفلاحي، وجَعَلهُ أحد الركائز الأساسية في مشروع الإنعاش الاقتصادي الوطني، عبر إقرار جملة من التدابير والإجراءات التحفيزية لصالح الفلاحين والمنتجين بالسنوات الثلاث الماضية، أتَتْ أكُلها بتحقيق اكتفاء ذاتي سريع بعدد من المحاصيل الاستهلاكية وتحسّن واضح في إنتاج الشعب الإستراتيجية كمّا ونوعا. يُؤكد أستاذ العلوم الاقتصادية بجامعة بشار، البروفيسور علالي مختار، في قراءة لمضمون كلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بأشغال الجلسات الوطنية للفلاحة، أنّ الجزائر تعمل جاهدة على تنويع صادراتها خارج المحروقات، انطلاقا من الرقي بالفلاحة والتنمية الريفية. وقال البروفيسور علالي مختار ل»الشعب»، أنّ رئيس الجمهورية وجّه رسائل قوية في كلمته، أكدت على ضرورة إحداث قطيعة مع الممارسات القديمة وتغيير الذهنيات لتمكين القطاع الفلاحي الاستراتيجي من بلوغ غاياته وتحقيق أهدافه على المدى القصير والمتوسط. وحسب علالي، حتّمت التحديات الراهنة المتعلقة بتوفير المياه والأزمات الجيوستراتيجية الدولية، الانتقال إلى مرحلة داخلية جديدة يميزها تكثيف وتنويع الإنتاج المحلي لخلق الثروة، والاهتمام بكلّ الشّعب الزراعية وتحسين مردوديتها بمساهمة كل الأطراف، بغية الوصول للأهداف المسطرة في مخطط عمل الحكومة. وأضاف بأنّ الرئيس أكد في أكثر من مناسبة على أهمية إنتاج المواد واسعة الاستهلاك على غرار السكر وزيت المائدة بنسبة 100% محليا عبر مصانع جزائرية، والعمل على توسيع رقعة إنتاج محاصيل الحبوب لتصل إلى ثلاثة ملايين هكتار مزروعة، وكذا تحسين وضعية الثروة الحيوانية. ويعتقد البروفيسور علالي بإمكانية توجيه التوصيات المنبثقة عن الجلسات للمخطط الخماسي (2025/2030)، ذلك أنّ المخطط السابق محددا إلى غاية سنة 2024. كما نوّه بضرورة أنْ تُتبع التوصيات بتعليمات صارمة ووقوف ميداني على تنفيذها، لضمان صدق النوايا وتجسيد توجيهات الرئيس على أرض الواقع، قصد الدفع بعجلة التنمية الفلاحية بما يتماشى مع الواقع الاقتصادي وقانون الاستثمار الجديد. القطاع الفلاحي في الجزائر، صمد بالسنوات الأخيرة في وجه كل المتغيرات الجيوساسية والصحية الدولية والمناخية العويصة، وحقق أرقاما ايجابية جدا سواءً على مستوى إنتاج المحاصيل وتوفير اكتفاء ذاتي ببعضها، أو في جانب تجسيد استراتيجيات التصدير الوطنية خارج المحروقات كتسويق التمور والزيتون بالأسواق العالمية.