بناء قاعدة بيانات رقمية فعّالة ومتطورة أكد المدير العام للجمارك الجزائرية نور الدين خالدي، حرص القطاع على بذل المزيد من المجهودات لتبسيط كل الإجراءات الجمركية لفائدة المُتعاملين الاقتصاديين، في إطار عصرنة القطاع وتطويره بغية بناء اقتصاد مُنتج وخلاق للثروة، داعيا إلى استغلال تسهيلات السلطات العليا في هذا الشأن من أجل إنعاش وترقية الصادرات والرفع من تنافسية المنتجات الموجهة للتصدير. أشار المسؤول الأول عن قطاع الجمارك، أمس، خلال زيارة عمل وتفقد لقطاعه، بولاية باتنة، أنّ الجمارك الجزائرية تسعى جاهدة لتطوير القطاع عبر بناء قاعدة بيانات رقمية فعّالة ومتطورة تتماشى مع التوجهات الإستراتيجية للبلاد، والتي أكد عليها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، معتبرا 2023 سنة إطلاق هذا النظام المُعلوماتي الجديد والمتكامل، الذي يسمح حسب خالدي بتسهيل عمليات الجمركة وتقليص الآجال والتكاليف الخاصة بها، وكذا المكافحة الفعّالة لظاهرة الغش بهدف إضفاء المزيد من الشفافية في مُعالجة الملفات الجمركة وتأمين البيانات الخاصة بالتجارة الخارجية. ودعا خالدي خلال إشرافه على تخرج دفعة أعوان الرقابة للجمارك- جنوب 2022/2023 التي ستُدعم صُفوف هذا السلك الهام وخاصة فرق الجنوب، بمدرسة الجمارك العقيد محمد عموري المتواجدة بالقطب العمراني حملة 03 ببلدية وادي الشعبة بولاية باتنة والمتكونة من 193 طالب على العمل جنبا إلى جنب مع باقي الأسلاك الأمنية في مُقدمتها الجيش الوطني الشعبي من أجل مُكافحة التهريب، لاسيما السموم المخدرة والجريمة العابرة للحدود. كما طالب خالدي المنتمين لسلك الجمارك بضرورة مضاعفة الجهود لمحاربة البيروقراطية في الإدارة الجمركية وجعل ذلك من ضمن الأولويات للسماح بتدعيم الصادرات الجزائرية ودعم الاستثمار خاصة بالنسبة للشباب الذين استفادوا في إطار دعم الدولة من تسهيلات وإعفاءات جمركية. واستمع خالدي خلال تفقده للمدرسة إلى شروحات حول التكوين المتخصص الذي تلقاه أعوان الدفعة لمدة تسعة أشهر، شمل برنامجا نظريا وتدريبا شبه عسكري طيلة مدة التكوين القاعدي على مستوى المدرسة، إلى جانب فترة تربص تطبيقي لمدة ثلاثة أشهر على مستوى المصالح الخارجية الجمركية من أجل تعزيز معارفهم النظرية التي تلقوها بالمدرسة وذلك من طرف أكاديميين ومختصين في المجال. وحملت الدفعة اسم الجمركي المتوفي بوسبير عبد المجيد الذي وافته المنية في 2018 عن عمر يناهز 59 سنة بعد مسار مهني مُشرف كرّسه لخدمة المؤسسة الجمركية بكل ولاء ووفاء، تقلّد خلاله عدة مناصب قيادية منها رئيس مُفتشية الأقسام للجمارك بولايتي ورقلة والوادي، مدير جهوي للجمارك بولايتي ورقلة وبشار، كما يعتبر أول من تقلد منصب مدير لمدرسة الجمارك بباتنة. وذكر مدير المدرسة بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية في مجال عصرنة السلك بتوفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لذلك، مشيرا إلى أن عدد المتخرجين من مدرسة باتنة للجمارك قد ارتفع بشكل كبير وذلك منذ افتتاحها في سنة 1994 إلى غاية اليوم بتخرج أكثر من 5 آلاف عون رقابة،إضافة إلى قيام المدرسة بتنظيم عدة دورات تكوينية متخصصة للأعوان والضباط العاملين بمختلف المديريات الجهوية للجمارك، وتخلل حفل التخرج العديد من الاستعراضات القتالية تمثلت في مناورات تطبيقية لأعوان الدفعة الجديدة تبين مدى جاهزيتهم للعمل الميداني إلى جانب استعراض آخر في فك وتركيب الأسلحة والقتال المتلاحم وكذا استعراض في الرمي بالذخيرة البيضاء.