ردّ ممثّل جبهة البوليساريو لدى الأممالمتحدة، سيدي محمد عمار، على ادّعاءات المخزن، برسالة وجّهها إلى الهيئة الأممية لدحض أكاذيب ممثل دولة الاحتلال المغربي، ووصف محاولة تشويه سمعة المقاومة الصحراوية ونضالها باليائسة، خاصة بعد اعتماد مجلس الأمن رسالة الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، وثيقة رسمية عمّمت على جميع الأعضاء. أكّد ممثل الجبهة بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، أنّ استمرار دولة الاحتلال المغربي في احتلالها العسكري غير الشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية وتماديها في سياسة التوسع، فضلا عن مسعاها "للاحتماء" بأطراف خارجية هو الخطر الحقيقي الذي يهدّد أمن واستقرار المنطقة برمتها. رسالة غالي..وثيقة رسمية في مجلس الأمن قال المندوب في الرسالة "أرسل مؤخراً المندوب الدائم لدولة الاحتلال المغربي لدى الأممالمتحدة رسالة لرئيس مجلس الأمن كمحاولة يائسة للتشويش على الرسالة التي بعثها رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بخصوص نتائج ومخرجات المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو، والتي عمّمها مجلس الأمن الدولي على الدول الأعضاء كوثيقة رسمية من وثائقه". واعتبر المندوب الصحراوي أنّ رسالة ممثل دولة الاحتلال المغربي، في شكلها ومضمونها، ما هي إلا مثال آخر على هوسه بالتلفيق والافتراء وقلب الحقائق. وفي هذا السّياق زعم مندوب دولة الاحتلال أن لجبهة البوليساريو علاقة "بالجماعات الإرهابية"، مستشهداً بمقال منشور في صحيفة أوروبية يعتمد محتواه على أقاويل لشخص مجهول، ممّا يدل على سخافة ادعاءات هذا المندوب. وقال إنّ ذلك يؤكد استمرار محاولة النظام المغربي اليائسة تشويه الكفاح التحريري المشروع الذي يخوضه الشعب الصحراوي، والذي دخل مرحلة جديدة منذ 13 نوفمبر 2020. واستدل سيدي محمد عمار بموقف الاتحاد الأوروبي الداحض لافتراءات المحتل المغربي، حيث أكّد الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، بتاريخ 17 فيفري 2023، أنّ الاتحاد الأوروبي، لا يملك معلومات عن "التعاون المزعوم" بين جبهة البوليساريو والجماعات الإرهابية في المنطقة. مخدرات المخزن لتمويل الإرهاب بالمقابل ردّ ممثل البوليساريو تهمة المغرب عليه، حيث قال إنّ هناك علاقة وثيقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة والمخدرات، حسب تقارير مجلس الأمن الدولي، وقال إن الحقيقة التي لا جدال فيها هي أنّ دولة الاحتلال المغربي هي أكبر منتج ومصدر للقنب الهندي في العالم، كما تؤكّد ذلك العديد من التقارير الدولية بما في ذلك تقرير الاستراتيجية الدولية لمكافحة المخدرات لعام 2022 الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية، والتقرير العالمي عن المخدرات لعام 2022 الصادر عن مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة. وأضاف أنّ ترويج مندوب دولة الاحتلال المغربي لمثل هذه الدعاية المغرضة ليس إلا لمحاولة إخفاء دور دولة الاحتلال الموثق توثيقا جيداً في دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية العابرة للحدود، التي تعتمد على القنب الهندي المغربي الصنع، وغيره من المخدرات كمصدر رئيسي لتمويل أعمالها الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء. تزوير الحقائق فيما تعلّق بمزاعم المغرب حول احترام حقوق الإنسان، وادّعائه أنّ مجلس الأمن رحب بعمل "لجان حقوق الإنسان" التابعة لدولة الاحتلال في المناطق الصحراوية المحتلة. قال مندوب البوليساريو إن الحقيقة التي تؤكدها تقارير العديد من المنظمات الدولية، هي أنّ دولة الاحتلال المغربي هي دولة لا تحترم حقوق الإنسان، نظراً لسجلها المروع والموثق جيداً لانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، حيث يتعرّض المدنيون والنشطاء والمدافعون الصّحراويّون عن حقوق الإنسان باستمرار للترهيب، ولأبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي. لعنة الفضائح ختم المندوب الصحراوي بالقول، إنّ لجوء مندوب دولة الاحتلال المغربي من جديد إلى التلفيق والافتراء وقلب الحقائق، هو أيضا محاولة مفضوحة لصرف الأنظار عن الفضائح، التي باتت تطارد دولة الاحتلال، بعد أن ثبُت بأدلة قاطعة تورّطها في استخدام الرشوة والفساد، والمشاركة في منظمة إجرامية للتأثير على أعضاء حاليين وسابقين في البرلمان الأوروبي وموظفين آخرين. وليس هذا مستغربا لأنّ من الأمور المعروفة للجميع أنّ هذه هي بالضبط الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها دبلوماسية دولة الاحتلال في عملها. ونتيجة لذلك، فقد طالب العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي بمعاقبة النظام المغربي على سلوكه الإجرامي المافياوي، بينما تتواصل التحقيقات التي تقودها السلطات البلجيكية لكشف المزيد من تفاصيل ما صار يعرف بفضيحة "ماروك غيت".