عمّ الإضراب والحداد نابلس، أمس، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، بعد إعلان استشهاد ثلاثة شبان من « عرين الأسود" فجراً برصاص الاحتلال الصهيوني قرب نابلس شماليّ الضفة.كما شددت الفصائل الفلسطينية، على ضرورة تصعيد المقاومة والاشتباك مع الاحتلال. أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية صباح أمس الأحد، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد 3 مواطنين برصاص الاحتلال، فجراً، قرب نابلس شماليّ الضفة، وهم: الشهيد جهاد محمد وصفي الشامي (24 عاماً)، الشهيد عدي عثمان رفيق الشامي (22 عاماً)، والشهيد محمد رائد ناجي دبيك (18 عاماً). وأكدت وزارة الصحة أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ مطلع العام الجاري حتى الآن بلغ 84 شهيداً. وقد نعت حركة فتح الشهداء، وأكدت في بيان لها، أن "الجريمة النكراء التي ارتكبها جيش الاحتلال تؤكّد أنّ الحكومة الصهيونية ساعية إلى تصعيد الأوضاع، محاولة من خلال ذلك تصدير أزماتها الداخلية". وأكدت أن سياسة ما يسمى ب«جز العشب" التي يمارسها الاحتلال "لن تجدي نفعًا، ولن تُرهب شعبنا الذي سيواصل نضاله، حتى إقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس". وطالبت المجتمع الدولي ب "التدخل الفوري، وكبح النزعة الإجراميّة-الدموية لمنظومة الاحتلال، محمّلةً الاحتلال مسؤوليّة وتداعيات جرائمه". وقال حازم قاسم الناطق باسم حركة حماس "إن الاحتلال الصهيوني ارتكب جريمة جديدة ضد شعبنا الفلسطيني في مدينة نابلس، في سياق سياسته النازية ضد شعبنا"، وأكد على استمرار الرد على جرائم الاحتلال. وقال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين، إن استهداف قوات الاحتلال للشبان الثلاثة قرب قرية بلدة صرة جنوبي نابلس تعد "جريمة بشعة جديدة"، وحمل حكومة الاحتلال التي وصفها ب "النازية" مسؤولية جرائمها، وقال "ستبقى مقاومة شعبنا ثابتة على دربها ولن تتراجع مهما كانت التضحيات فالاحتلال حتما الى زوال". وفي تعقيبها على الحادثة، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها "يُخطئ الاحتلال إن ظن أن جرائمه ومستوطنيه اليومية سترعب شعبنا أو ستضعف إرادته على الصمود أو ستقضي على مقاومته الباسلة". أما لجان المقاومة، فأكدت أن الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال "لن تكسر إرادة المقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني ". ودعت في ذات الوقت إلى "تصعيد المقاومة ومواصلة الاشتباك مع العدو ومستوطنيه في كافة ساحات المواجهة على امتداد أرضنا المباركة". المستوطنون يصعّدون عنفهم في الاثناء، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية. كذلك اعتدى مستوطنون، على فلسطيني من بلدة قراوة بن حسان غرب سلفيت شمال الضفة، في أثناء وجوده قرب بلدة نعلين غرب رام الله وسط الضفة، حيث رشقوا مركبته بالحجارة وتضررت المركبة، وأُصيب بحجر في رأسه. واعتدى مستوطنون، أمس الأول، على رعاة الأغنام شرق يطا جنوب الخليل جنوبيّ الضفة، وأجبروهم على ترك المراعي، وحاولوا سرقة أغنامهم، وفق تصريحات منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور. من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 20 فلسطينياً على الأقل من الضفة الغربية، بما فيها القدس، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. إلى ذلك، استولت قوات الاحتلال أمس، على جرافة في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، خلال استصلاح أراضٍ زراعية في الجهة الغربية من البلدة. "وثيقة جنين" لمواجهة الاحتلال في السياق، أعلنت فصائل فلسطينية، إطلاق "وثيقة جنين الوطنية" لتمثل خريطة طريق في مواجهة الحكومة الصهيونية اليمينية. جاء ذلك خلال مؤتمر وطني عقد في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، نظمته شخصيات اعتبارية ومؤسسات وطنية بالمخيم، وشارك فيه ممثلون عن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. وقال منسق المؤتمر رمزي فياض إن المؤتمر هدف إلى "إطلاق وثيقة رسمية وشعبية لاتخاذ خطوات فلسطينية وحدوية في مواجهة حكومة الاحتلال اليمينية". وأكدت الوثيقة على "أهمية إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية بميثاقها الوطني وبصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني". ودعت إلى عقد "لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وتفعيل القيادة الوطنية السياسية والميدانية الموحدة التي يقع على عاتقها صياغة برنامج وطني ونضالي موحد". وشددت الوثيقة على "ترسيخ مفهوم الوحدة السياسية والجغرافية والشعبية ورفع شعار الشعب والسلطة والمقاومة في خندق واحد". وطالبت "بإعلان حالة الاشتباك النضالي والسياسي والقانوني مع المشروع العنصري الصهيوني، في كل الساحات الوطنية والمحافل الدولية والجهات القانونية". ودعت الوثيقة إلى "تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، تتولى إدارة شؤون الفلسطينيين، وفق برنامج تعزيز الصمود والمواجهة". كما دعت "لفضح سياسات الاحتلال؛ ومحاسبته على جرائمه، وتشكيل قوة دولية رسمية في مواجهة الاحتلال". وطالبت "بالمضي في التوجه إلى المؤسسات الدولية، وتعزيز دور منظمات حقوق الإنسان في فضح الانتهاكات الصهيونية وملاحقتها، ومطالبة العالم بإعلان الصهاينة نظام أبارتهايد كامل". وأكدت الوثيقة أن "مقاومة المحتل بكافة أشكالها حق مشروع ضمنته كل المواثيق والأعراف الدولية".