شهدت السّهرة الثالثة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر 11 في أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" تقديم عرض "Bow't trail Retrospek" لمصمّمة الرقصات الكندية رودني ديزير، وكذا عروض رقص لفرق جزائرية من مختلف الولايات. وتميّزت هذه الأمسية بأداء الراقصة ومصممة الرقصات رودني ديزير بعنوان "Bow't trail Retrospek"، وهو عمل حول الهجرة والتهجير القسري للسكان، من خلال حوار بين الحاضر والماضي استنادا لشهادات تمّ جمعها بعدة بلدان من افريقيا وأمريكا. ويعتبر هذا العرض الذي دام 35 دقيقة ثمرة عدة سنوات من البحث حول الأصول، من خلال رحلة عبر عدة بلدان في القارة الأفريقية وهايتي والبرازيل وكندا والمكسيك. ويتطرّق عرض "Bow't trail Rétrospek" المستوحى من جميع الثقافات والإيقاعات الإفريقية، تجارة الرقيق وآلام المنفى القسري للسكان الأفارقة، من خلال تصميم رقصات مرفوقة بصور وثائقية وإبداع موسيقي "مباشر". من جهتها، قدّمت فرقة الرقص المعاصر لدار الثقافة تيزي وزو عرضها الجديد بعنوان "البعث" (résurrection) وهو عرض من ثلاثة مشاهد قدّمه ثمانية راقصين. وتقوم فكرة العرض على النظرة "السلبية" والمحتقرة لمجتمع معاد للإبداع وللفنان. ويعالج عرض "البعث" قصة راقص "قلق" يستيقظ على سرير مستشفى للأمراض العقلية، ويحاول الراقص الذي لم يعد يحتمل الاحتقار، تحرير نفسه من قبضة مجتمعه ويكافح من أجل ممارسة فنه ومن ثمة فرض نفسه. كما قدّمت فرقة "KBS" لعين الدفلى عرضها بعنوان "فقدت الجاذبية" (j'ai perdu ma gravité)، وهي رقصة جسدية "معبّرة" من تصميم الرّاقص حاج أحمد يحيى زكريا، الذي قال إنّ إبداعه يقوم على التأمل بعيدا عن الرقص الإيقاعي، إضافة إلى عرض آخر بعنوان "أوسموس"، الذي قدّم لمدة عشرة دقائق رقصات فردية وجماعية لستة راقصين تلقّوا تكوينهم من مصمّمة الرقصات نوارة إيدامي، مديرة الجمعية الفنية. من جهة أخرى، قدّمت مصمّمة الرقصات والراقصة سمر بن داود "Journal Intime" وهو مقتطف من إبداع لجمعيتها الفنية، التي تحمل اسمها من أداء ثلاث راقصات. يذكر أنّ فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر التي اختتمت أمس، عرفت تقديم عروض لفرق الرقص المعاصر لعدة بلدان مثل إيطاليا وروسيا وتونس، إضافة إلى الفرق الجزائرية وباليه أوبرا الجزائر.