تنظّم جامعة باتنة 1 الحاج لخضر، بالتنسيق مع مخبر أبحاث في التراث الفكري والأدبي بالجزائر ومديرية الثقافة والفنون لولاية باتنة، الملتقى الوطني "الأبعاد التاريخية والسمات الجمالية في السيرة الشعبية"، وذلك يومي 8 و9 ماي من السنة الجارية. يحاول الملتقى الوطني مناقشة إشكالية ما إذا كانت السيرة الشعبية جنسا قائما بذاته، أم هو تعالق بين أكثر من جنس (إشكالية التجنيس)، وماهية خصائص السيرة الشعبية من حيث بنيتها وخطاباتها ودلالاتها، وحداتها الفنية ومضامينها، وأيضا هل التاريخ في السيرة الشعبية تاريخ حقيقي أو متخيل (بمعنى مدى واقعية السيرة الشعبية)؟ وحسب القائمين على الملتقى، فإن إشكالية الملتقى تأتي من منطلق أن السيرة الشعبية تشكل عنصرا هاما ومكونا أساسيا من مكونات التراث الشعبي، حيث أنها خزان معرفي ثري يشكل الوجه الصادق للشعوب من خلال التفاصيل والممارسات اليومية التي نسلط عليها الضوء، كما تقدّم صورة عن الآمال والآفاق التي ترنو إليها الأمم من خلال المثل العليا والقيم التي يجسدها أبطالها. وحسب ديباجة الملتقى، فإن السيرة الشعبية هي وثيقة الصلة بالوجدان الشعبي، فهي اللسان الناطق اجتماعيا ونفسيا، وبأنها ليست تسلية وحسب ولكنها قناع يمرر من خلال المجتمع سلسلة القيم والأطر التي تنظمه وتحكمه، ودائما حسب الديباجة فإنه بالرغم مما تقدمه السيرة الشعبية من قيم وأخلاقية وتاريخية، وما تكشف عنه من مضمرات أنطولوجية، إلا أنها لم تنل حظها من الدرس وتلقى اهتماما يليق بها، مشيرة إلى أن أكثر الاشكاليات التي تواجهها هي إشكالية "التجنيس" إذا تتقاطع السيرة الشعبية والملاحم، "إن هذا التقاطع يحتم على الباحثين الغوص في الخلفيات المعرفية على أسس من الاثبات والاستدلال لبناء أرضية صلبة تقف عليها السيرة الشعبية تجنيسا". ومن المحاور الأساسية التي سيناقشها الملتقى الوطني الأبعاد التاريخية والسمات الجمالية في السيرة الشعبية"، "الجذور والأطر التاريخية للسير الشعبية"، "إشكالية التجنيس (السيري والملحمي، السيرة الشعبية، الملحمة، السيرة الملحمية، الشعر الملحمي، التراث الملحمي، الأدب الملحمي)، "السير الشعبية العربية بين الشفهي والمدون"، إضافة إلى "الخصائص الشكلية والفنية للسير الشعبية"، "الأبعاد النفسية والاجتماعية والقيم الإنسانية ودورها في ترسيخ الهوية العربية" ومحور "استلهام العناصر الفنية للسير الشعبية وتوظيفها داخل النصوص الأدبية الحديثة والأعمال الفنية (فن الدراما التلفزيونية، الرسوم المتحركة، المسرح، الخطاب الإشهاري)..مع العلم، حددت اللجنة آخر أجل لاستقبال المداخلات كاملة يوم 18 أفريل الجاري، على أن يكون الرد على المشاركات المقبولة بداية من 28 من ذات الشهر.