قوة الاستثمار والتنمية من قوة شبكات النقل وصفت أستاذة الاقتصاد بجامعة بومرداس نصيرة يحياوي، قرار ربط منجم غار الجبيلات بشبكة حديثة للنقل بالسكك الحديدية ب»المشروع الحيوي والمتكامل الذي لا يقتصر دوره فقط على تسهيل عملية استغلال ونقل المواد الخام إلى وحدات الإنتاج وموانئ الشحن في ظرف قصير ومستدام، بل سيساهم مستقبلا في فتح آفاق اقتصادية واجتماعية واسعة للمنطقة، ولسكان الجنوب الكبير، بالنظر الى أهمية قطاع النقل ودوره الأساسي في إنجاح مختلف البرامج والمشاريع الاستثمارية وتشجيع المتعاملين الاقتصاديين للاستثمار بهذه المنطقة العذراء. أكدت الباحثة ومديرة مخبر مستقبل الاقتصاد الجزائري خارج قطاع المحروقات، أن «مشروع استغلال منجم غار الجبيلات الضخم، ظل لعقود رهينة دعمه بشبكة للنقل بالسكك الحديدية الفعالة حتى يتم استغلاله أحسن استغلال، ولا يمكن إنجاح استثمار هام وواعد مثل هذا، دون تجسيد شبكة نقل عصرية لتسهيل عملية نقل الأطنان من خام الحديد المستخرج لتزويد وتموين مركّبات الإنتاج والموانئ، وبالتالي، فان الرؤية الاقتصادية الجديدة للدولة، ركزت على ضرورة رفع هذا التحدي من أجل تجسيد المشروع على رأسها تهيئة ومد خط النقل ليربط المنجم بعدد من الولايات كتندوف، بني عباس الى غاية وهران وارزيو». وأكدت أستاذة الاقتصاد في تقييمها لأهمية الخطوة، أن «المشروع جاء ضمن نظرة استراتيجية تنموية شاملة لا يتوقف عند ربط منجم غار الجبيلات بخط السكة الحديدية من أجل الشروع الفعلي في عملية استغلال هذا المورد الطبيعي، بل يتعداه الى أبعاد أخرى اقتصادية تجارية واجتماعية مسطرة في إطار التوجهات الجديدة للسلطات العمومية التي تسعى إلى إعادة التوازن التنموي الى مختلف مناطق الوطن بما فيها الولايات الجنوبية، والمساهمة في فك العزلة على السكان وتنشيط القطاع التجاري أيضا الذي يبقى رهين عصرنة شبكات النقل المختلفة منها الطريق العابر للصحراء الذي سيساهم هو كذاك تعزيز آفاق التبادل التجاري مع دول الجوار والانفتاح على الأسواق الإفريقية». وذهبت الخبيرة في المجال الاقتصادي أبعد من هذا في حديثها على أهمية وحساسية شبكة النقل في نجاح أي مشروع اقتصادي أو استثماري، مشيرة بالقول إن «ضعف شبكة النقل خصوصا بالسكة الحديدية مايزال يمثل العائق الرئيسي في توطين عشرات المشاريع الاستثمارية في مختلف القطاعات الاقتصادية الصناعية وحتى السياحية بولايات الجنوب الجزائري التي تملك مقومات كبيرة وموارد متنوعة محفزة للمستثمرين والمتعاملين، لكن كل التحفيزات الجبائية والامتيازات التي وضعت تحت تصرف حاملي المشاريع لم تنجح ولم تشجع الصناعيين على الاستثمار بالمنطقة بسبب ضعف البنية التحتية من أبرزها شبكات النقل التي لا تستجيب لهذه التحديات. في الأخير اعتبرت الأستاذة نصيرة يحياوي في نظرتها لأهمية الخطوة أن «الوصول الى تحديد مخطط شبه نهائي لمسار السكة الحديدية التي تربط منجم غار الجبيلات بولاية بشار مرورا بولاتي تندوف وبني عباس التي أعلنت عنه مؤخرا الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة الاستثمار «يشكل بداية مشجعة لتجسيد هذا المشروع الاقتصادي المتكامل الذي سيساهم مستقبلا في دعم الاقتصاد الوطني والخزينة العمومية عن طريق تخفيض فاتورة الواردات لصالح الصادرات التي بدأت تتحقق بفضل عملية التصدير التي تقوم بها مركبات الحديد والصلب حيث ستتدعم بمواد خام أولية مستدامة بعد الشروع في استغلال منجم غار الجبيلات الاستراتيجي».