لطالما شكّل الكتاب مصدراً للمعرفة والالهام، لاحتوائه على الكثير من المعارف والمعلومات التي قد تساعد الفرد على توسيع آفاقه وصقل مواهبه.. وفي اليوم الوطني للكتاب والمكتبات، تبرز المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "أبو القاسم سعد الله" بتندوف، كأحد أهم المؤسسات المعرفية والصروح العلمية بالولاية، والتي تحاول مواكبة الطفرة الثقافية والمعرفية التي تشهدها ولاية تندوف رغم البعد وتواضع الامكانيات. كشف مجناح عبد القادر ل«الشعب" عن تسجيل تحسّن ملحوظ للقراءة والمقروئية بولاية تندوف، من خلال عدد القرّاء المتزايد الذين يتوافدون بشكل يومي على المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، دفع بإدارة المكتبة إلى تسطير جملة من البرامج من أجل التقرب أكثر من المواطنين واستقطاب أكبر عدد منهم إلى قاعات المكتبة. الأطفال.. الأكثر إقبالاً وقال مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "أبو القاسم سعد الله"، أن فئة الأطفال حازت على حصة الأسد من زوار المكتبة، وأن العمل جارٍ لاستقطابهم أكثر وانتشالهم من "شبح الشارع"، من خلال تكثيف الأنشطة المتعلقة بالأطفال بطريقة علمية ومدروسة وإدراجهم ضمن النشاطات الرئيسية للمكتبة. أشار مجناح عبد القادر أن قاعات المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتندوف شهدت مؤخراً زخماً وحركة غير عادية، مصحوبة بأنشطة علمية وأخرى أدبية لمثقفين وأدباء ومؤسسات عمومية، قصد إحداث تغيير في النظرة النمطية التي اكتسبها الجمهور عن المكتبات، مجدداً التأكيد على أن هذه الأنشطة المتنوعة التي مسّت كل الفئات العمرية قد انعكست إيجاباً على الولاية وأدت الى ارتفاع نسبة المقروئية لدى المواطنين خاصة فئة الاطفال. أردف مدير المكتبة قائلاً إن درجة المقروئية مرتفعة بنسبة كبيرة لدى الأطفال، وبدرجةٍ أقل، فئة الطلبة الجامعيين الذين وفّرت لهم المكتبة مجموعة من الكتب والمراجع تتماشى مع التخصصات الموجودة على مستوى المركز الجامعي علي كافي بتندوف، ثم تليها فئة الموظفين والمتقاعدين الذين يطالعون الكتب التي تهمهم كلٌ في مجاله وتخصصه. إلى جانب ذلك، تتربع القصص والروايات على عرش الكتب الأكثر طلباً من طرف الأطفال على مستوى المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بتندوف، بالإضافة إلى الكتب التي تدعم المنهاج المدرسي وتتماشى مع المقررات المدرسية، أو تلك التي تتضمن تمارين وحلول بالنسبة لتلاميذ الطور المتوسط والثانوي، في حين يفضّل الطلبة الجامعيون تداول تلك الكتب التي تتماشى والتخصصات التي يدرسونها، وأحيانا يقتنون كتب أخرى من أجل المطالعة. الاستراتيجية المتّبعة من طرف المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية تهدف إلى الخروج بالكتاب إلى القارئ، وعد الاكتفاء بانتظار قدومه، فقد لجأت إدارة المكتبة إلى تنظيم العديد من الانشطة خارج الأسوار، وإقحام مختلف القطاعات الأخرى في الاحتفالات والأعياد الوطنية، وعرض أبرز العناوين المتواجدة بالمكتبة. كتابك المجاني ولتجسيد هذه الاستراتيجية، نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مبادرة "كتابك المجاني"، وهو حدث ثقافي أخرج الكتب من الرفوف ووضعها بيد القراء بالمجان على قارعة الطريق، بالإضافة إلى حملة "كتابك القديم هو كتابي الجديد" بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري، والتي تهدف إلى تمكين المواطنين من تبادل الكتب بشكل مجاني، سواء الكتب المدرسية أو تلك الخارجة عن المقرر الدراسي. أكد مجناح عبد القادر مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "أبو القاسم سعد الله" بتندوف، أن الكتاب الورقي لا يزال محافظاً على مكانته المعهودة دائماً، بحكم أنه يتمتع بلمسة خاصة لا نجدها في الكتاب الالكتروني، فذلك الاحساس الذي يشعر به القارئ عند ملامسة الكتاب الورقي لا نجده في الكتاب الالكتروني. عرّج مجناح للحديث عن أهمية ومكانة الكتب الورقية، بدليل احتواء المكتبات على مجموعة من المراجع القيّمة، التي لا نجدها متوفرة إلكترونياً بسبب بعض القيود المفروضة على مسألة مجانية الاتاحة والوصول الحر للمعلومات، وهو ما يجعل الكتاب الورقي متفوقاً على توأمه الالكتروني. من جهة أخرى، أبرز مجناح أن الكتاب الالكتروني هو تكملة للكتاب الورقي، ويمكن الاستعانة به في الكثير من المحطات، كما يعتبر مرحلة من مراحل تطور الكتاب، مُذ كان هذا الاخير مجرد نقوش على الحجارة والجلود الى أن أصبح حروفاً على الورق. وأشار مدير المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية إلى وجود مسألة أخرى ترهن انتشار الكتاب الالكتروني، منوّهاً بالتطور العلمي الذي مكّن من وضع عشرات، وربما مئات الكتب على حوامل إلكترونية، مشيراً إلى صعوبة مراقبة الكتاب الإلكتروني ومحتوياته، خاصة تلك الكتب الموجهة للأطفال والقصّر والتي قد تكون في العادة متاحة بشكل مجاني على المواقع الالكترونية، بخلاف الكتاب الورقي، الذي خُصصت له لجنة مختصة في تنمية المجموعات المكتبية، يقع على عاتقها اختيار العناوين، بالإضافة إلى لجنة أخرى على مستوى مديرية الكتاب بوزارة الثقافة تقوم بمراجعة تلك القوائم من أجل إعطاء الموافقة النهائية لاقتنائها.