استعرض الفنان التشكيلي "نبيل رحموني" تحت عنوان "تُرَاثِيَات.. بإيحاءاتٍ فَنِيَة"، بمركز الفنون والثقافة قصر رؤساء البحر معرضا فرديا، جسّد من خلاله لوحات فنية لمختلف الشخصيات الواقعية والتخيلية، كما اعتبر المعرض سرد فني عكس مستوى من الإبداع جمع بين بساطة المحتوى وتعقيدات المحاكاة باستخدام الألوان والإضاءة لإبراز الملامح بشكل يلامس الواقعية. سمح الحدث لزوار المعرض على مدار سبعة أيام بالتعرّف على جماليات اللوحات المعروضة على أنها رحلة فنية إبداعية مؤثرة عبر خيال الفنان الخصب وواقعيته المتزنة، وذلك في قالب جمالي متميز. بأسلوب فني متزن حرص الفنان من خلال معرضه ولوحاته التي قاربت 17 لوحة على إبراز أدق التفاصيل، في محاولة منه لإشراك المتلقي ومخاطبة حسه الجمالي عن طريق تركيزه على النقاط التفصيلية التي حرص وبشكل لافت على توظيفها من خلال أعماله المعروضة مع لمسة تراثية تتعلّق بزي الشخصيات التي تعد سيرة بعضها فصلا من فصول الموروث الوطني. وفي ذات الصدد، صرّح الفنان التشكيلي المختص في البورتريهات "نبيل رحموني" ل«الشعب"، أنه جد سعيد بعرض لوحاته في هذا المعلم التاريخي، حيث يعتبر أول معرض فردي له، يضم نحو 17 عملا يغلب عليه الطابع الواقعي، مشيرا إلى أنه اعتمد على إبراز الموروث الشعبي الجزائري، وذلك من خلال اللباس التقليدي الذي تتميز به مختلف مناطق الوطن. وذكر في ذات الصدد: "كانت لي مشاركات داخل الوطن عبر معارض جماعية سلّطت فيها ذات الفكرة، ولكن هذا المعرض هو بالنسبة لي فرصة لتقديم الفن التشكيلي وفق رؤية قريبة جدا من شخصيتي، وأتمنى أن تصل رسالتي إلى الزوار، وسأكون جد سعيد بلقائهم والتحاور معهم". وذكر رحموني، أن فن البورتريه هو من الفنون المتميزة في الرسم ومن أقدمهم، وهو من المدرسة الواقعية، حيث من خلالها ينقل الفنان الواقع كما هو من دون تحريف أو إضافات، ويسلّط الأضواء على مختلف الجوانب عبر ما يريد إيصاله للجمهور، ويعبر عنه بأسلوبه الخاص. كما أوضح الفنان ، أنه اختار في أول معرض فردي له مجموعة من اللوحات التي تناسب الطابع المعماري لقصر رؤساء البحر حصن 23، حيث وظّف فيها اللباس التقليدي تعبيرا عن رمزية الصرح الشاهد على حقبات زمنية لاتزال في كل لحظة تستنطق الأحداث والشخوص بما في ذلك نفحات العادات والتقاليد، مضيفا أيضا أنه ركّز من جانب آخر على الأشياء الدقيقة والبسيطة التي عادة لا يلقي الزوار لها بال، مثل التعابير غير الصريحة، وبعض التفاصيل التي اعتبرها لب العمل الواقعي والطاغي بقوة على الملامح التي تكاد تتكلم من شدة تفننه في رسمها. مرّر الفنان رسالة من خلال المعرض الذي يضمّ مواضيع تشغل الوقت الحالي، فهي حسبه ليست مجرد بورتريهات تمّ رسمها لعرضها وفقط، بل هي كما قال المتحدث أعمال جاءت لتطرح فكرة معينة تزامنت وفترة معينة، "فالفنان يحاول أن يترجم البيئة والعصر الذي يعيش فيه للأجيال القادمة، ليتسنى لهم معرفة النمط المعاش في زمن مضى، وذلك عن طريق الفن التشكيلي، أي عن طريق الريشة التي استطاعت أن ترصد لحظات تزاحمت فيها الحقيقة والخيال، لاسيما ما تخفيه ملامح أفراد قد مروا من هنا ذات يوم".. للإشارة، أشرف رئيس قسم حفظ الأمن والإدارة محمد خلاف، رفقة إطارات وعمال مركز الفنون والثقافة في قصر رؤساء البحر حصن 23 على إفتتاح معرض اللوحات الفنية للفنان نبيل رحموني، تحت عنوان "تراثيات بإيحاءات فنية" والذي امتد من 13 إلى غاية 25 جوان الجاري بفضاء قصر 17 .