الجزائر نجحت في إعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة تواصل الجزائر التزامها التاريخي في الدفاع عن القضايا العادلة وقضية المسلمين الأولى فلسطين، حيث قررت الجزائر تقديم مساعدة مالية مهمة للدولة الفلسطينية. فقد أعلنت الرئاسة الجزائرية يوم الجمعة الماضي أن الجزائر ستقدم مبلغ 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين في الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك عقب الهجوم العسكري الوحشي التي شنه الكيان الصهيوني والذي يعد الأكبر من نوعه في تلك المنطقة منذ سنوات عديدة وتسبب في مقتل أكثر من 12 فلسطينيا وإصابة المئات. تؤكد الخطوة التزام الجزائر بدعم الشعب الفلسطيني في محنته، وتبرز الروابط الثقافية والتاريخية العميقة بين الجزائروفلسطين. وقد أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن شكره وامتنانه للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون على هذا القرار الذي يعكس التضامن القوي بين البلدين. وتأتي هذه الإعانة المالية في وقت حرج، حيث تعاني مدينة جنين من دمار هائل وأضرار كبيرة نتيجة الهجوم العنيف الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني. وستسهم هذه الأموال في إعادة إعمار المدينة وتوفير الإمكانيات الأساسية للسكان المتضررين. ويؤكد هذا الدعم التزام الجزائر بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة. الكيان خارج الشرعية الدولية كذلك، يعكس الهجوم الوحشي الذي شنته قوات الاحتلال الصهيوني على مخيم جنين عدم اهتمام هذا الأخير بالشرعية الدولية، لاسيما وأن كل المستوطنات التي يشيدها منذ سنوات غير قانونية وخارج حدود 67 وفق المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية، ويرى العديد من المراقبين أن صناعة الحرب أصبحت سياسة في الكيان الصهيوني والعمليات العسكرية الدورية التي يقوم بها الكيان أمر مقصود لأجل تشتيت انتباه المجتمع المحلي غير المتجانس، حيث عاش الكيان الصهيوني واحدة من أسوإ أزماته السياسية والقضائية في الأشهر القليلة الماضية، حيث تظاهر عشرات الآلاف ضد خطط إصلاح تشمل القطاع القضائي. علاوة على ذلك، يخشى الكيان الصهيوني من التطورات الحاصلة في النظام الدولي مع صعود الصين والتي طالب وزير خارجيتها مؤخرا بضرورة تنفيذ المبادرة العربية لسنة 2003 لحل القضية الفلسطينية وتراجع دور الغرب الداعم الأول للكيان. وتعمل الجزائر منذ سنوات على اعادة بعث القضية الفلسطينية وحشد الدعم لها لاسيما على مستوى الدول الاسلامية الكبرى وذلك ما نجحت فيه خلال أشغال المؤتمر ال17 لاتحاد مجالس منظمة التعاون الإسلامي والذي عقد بالجزائر في جانفي المنصرم. وتؤكد خطوة المساعدة المالية أيضا دور الجزائر كدولة رائدة في مجال الدعم الإنساني والتنموي، وتؤكد التزامها القوي بالسلام والاستقرار في المنطقة، وتضامن الجزائر مع الشعوب المضطهدة والمنكوبة هو سمة مميزة للدولة، وتقديم هذه المساعدة للسلطة الفلسطينية هو مثال آخر على ذلك الالتزام، وهذا ما ستعمل الجزائر على تنفيذه خلال عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن خلال الفترة 2024 - 2025.