تماشيا وتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامية إلى ترقية ودعم الرياضة الجامعية، استقبل وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، الطلبة الرياضيين المتوجين في الألعاب العالمية الجامعية التي جرت بمدينة شانغ دو الصينية، من 28 جويلية إلى 09 أوت 2023، مرفوقين برئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية وأعضاء مكتب الاتحادية، وهنئ خلالها الوزير الطلبة الرياضيين المتوجين الذين شرفوا الراية الوطنية، وذلك باحتلال الجزائر المرتبة الأولى عربيا ومغاربيا والرابعة إفريقيا والتاسعة والثلاثون عالميا من بين 120 دولة مشاركة، بمجموع 16000 طالبا رياضيا، ومنحهم عرفاناً لمجهوداتهم وسام الاستحقاق للوزارة. تعد ترقية الأنشطة الرياضية الجامعية واحدة من تعهدات رئيس الجمهورية الرامية إلى دعم الرياضة بمختلف أنواعها في جميع الأطوار الدراسية، حيث تعهد في الالتزام 37 بجعل المدرسة إطارًا للتربية والإيقاظ الفكري للتلاميذ وترقية الرياضة المدرسية عن طريق انجاز الهياكل الملائمة وتنظيم المنافسات الجهوية والوطنية، فيما ينص الالتزام 41 على جعل الجامعة إطاراً للتعليم والتنمية والإبداع، من خلال تطبيق جملة من المتطلبات، من بينها ترقية الرياضة الجامعية عبر إنجاز الهياكل الرياضية داخل الأقطاب الجامعية وتنظيم المنافسات الجهوية والوطنية ما بين الجامعات. وإحقاقاً للالتزامين المذكورين، سبق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الوزراء بتاريخ 16 أفريل 2023، أن ثمن خطوة الإعداد لمخطط قاعدي حقيقي للرياضة المدرسية لفتح آفاق جديدة أمام النشء كخزان للنخب الرياضية، وأمر خلالها ببدء توظيف 12 ألف أستاذ متخصص متخرج لتأطير الرياضة المدرسية، واستحداث مديرية عامة للرياضات المدرسية في قطاع التربية الوطنية، علاوة على ذلك فقد أسدى الرئيس خلال ذات الاجتماع أوامر لوزير التعليم العالي والبحث العلمي بضرورة إعادة أمجاد الرياضة الجامعية بإطلاق بطولات الرياضات الجماعية ما بين الجامعات والأحياء الجامعية. وفي السياق يرى الكاتب والصحفي صابر عيواز أن التربية الرياضية في مختلف المستويات التعليمية بشكل عام لها دور مهم في تكوين وملء خزان الرياضيين الذين يمكّنهم تمثيل الجزائر وتشريفها في مختلف التظاهرات والفعاليات الإقليمية والدولية، ففي هذه المراحل وبمرافقة هؤلاء، سيمتلكون القدرة على العطاء الفاعل والمستمر، ومن خلال العمل والنشاط المتواصل تتمّ عملية تنمية المواهب من أجل تعزيز دور الرياضة في الأوساط التربوية والتعليمية لمختلف الأطوار، لتلعب بذلك دورا فعالا في بناء نخبة من الرياضيين يمكنهم الانخراط في جو المنافسة وتحقيق الطموحات، خاصة في ظلّ تراجع الرياضات المدرسية والجامعية السنوات الأخيرة. ويردف صابر عيواز أن الملامح التربوية للرياضة تتباين في ضوء اختلاف المراحل والمستويات التعليمية، فمثلا في الجامعات تحظى الأنشطة الرياضة باهتمام الطلاب والمسيرين للمراكز والمؤسسات الجامعية عبر تراب الوطن، حيث يتمّ العمل على دعم هذه الأنشطة وتثمينها لاعتبارات كثيرة، أهمها استثمار وقت فراغ الطلاب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة والصحة واللياقة. وبالرجوع للمشاركة الطلابية في المسابقات والفعاليات الرياضية الدولية، يرى الصحفي عيواز، أن الانتصارات التي يحققها الطلاب الرياضيون في الجامعة أصبحت تُفسّر على أنها انتصار للنظام الأكاديمي الذي يقود الجامعة، خاصة بعد تنامي المسابقات الرياضية يوماً بعد يوم. ويضيف ذات المتحدث، أن الرياضة الجامعية في دول العالم المتقدمة لها أهمية بالغة، منظمة ومنضبطة بطريقة مثالية ورفعية المستوى، وتتسم بالجدية، كما تنال قضية الفوز والهزيمة اهتماماً بالغا من المسؤولين على الأنشطة الرياضية ومسيريها في الجامعات بشكل عام، كما أن الرياضة الجامعية ومبادئها الاجتماعية تساهم في تشكيل قيم المواطنة الصالحة من خلال تنمية شخصية الطالب الجامعي بروح الكفاح والجدية والانتظام والتحصيل. ويختم الكاتب والصحفي حديثه لجريدة "الشعب"، بالتأكيد على أن الرياضة المدرسية بشكل عام، والجامعية بشكل خاص، لها تأثيرات في النظام التربوي سواء في المدارس أو في الجامعات، وهو ما يفرض على الدولة صياغة منظور تربوي اجتماعي مناسب للرياضة وتوضيح أفضل لدور الرياضة في المدرسة من قبل الأفراد التربويين. تجدر الإشارة إلى أن الوفد الرياضي الجامعي الجزائري، المكرم من طرف وزير التعليم العالي والبحث العلمي، تمكّن من الظفر بميدالية فضية في 1500 متر، وميدالية برونزية في 800 متر، وميدالية برونزية في رمي القرص، وكذا ميدالية برونزية في 800 متر، كما تمّ تحطيم الرقم القياسي الوطني في 400 متر تتابع إناث، وتكريم الطلبة الرياضيين المتأهلين للأدوار النهائية بتحصلهم على المرتبة الخامسة في 3000 متر و5000 متر. وجدير بالذكر أن الجامعة الجزائرية أفتكت لأول مرة أحسن رتبة خامسة عالميا في رياضة الوشو كونغ فو، مع العلم أن هذه الرياضة القتالية من اختصاص البلدان الآسيوية.