اعتبر الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول بأن ما يحدث في منطقة الساحل بمثابة إعادة رسم خارطة إفريقيا لإحكام الرقابة عليها، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بمصالح اقتصادية محضة مستندا في ذلك إلى تقرير سري أمريكي يؤكد أن القارة السمراء ستكون محرك الاقتصاد العالمي في 2030 أو 2040 ، وحذر في سياق عودته إلى الاعتداء الإرهابي بتقنتورين من الأطماع التي قد تسعى إلى تقسيم الجزائر. توقف د. مبتول في ندوة منتدى «الشعب» خلال النقاش الذي أعقب المداخلة التي تمحورت حول موضوع «الخيارات الإستراتيجية للجزائر»، عند الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المجمع الغازي بتقنتورين، وفي هذا السياق وبعدما أكدت بأنها أبانت عن هشاشة الاقتصاد الوطني، طمأن بأن الشركات الأجنبية لن تغادر الجزائر، ومرد ذلك استنادا إلى طرحه، أن ما يهمها بدرجة أولى مصالحها، لكن المشكل مطروح بالمقابل بالنسبة للحقول الواقعة بأماكن معزولة، والى ذلك فإن رحيلها لا يجعلها في منأى، ذلك أنها ستكون مستهدفة أينما حلت، وهي لا تريد منح فرصة لحدوث ذلك. وأفاد في سياق موصول بأن المستقبل لإفريقيا حسب تقرير سري أمريكي في حدود 2030 إلى 2040 على اعتبار أنها ستضم ما لا يقل عن ربع سكان العالم، ما يفسر حسبه ما يحدث في مالي ومنطقة الساحل مؤكدا بأن الأطماع الاقتصادية سبب رئيسي في ذلك، وقال الخبير الاقتصادي الدولي بأن الأطماع الدافع الأول وراء استهداف المنطقة الواعدة وفق التقارير التي تؤكد أن إفريقيا مرشحة لأن تكون محرك الاقتصاد العالمي بعد حوالي عشريتين من الزمن. وشدد مبتول خلال النقاش على ضرورة التمييز بين «الأقلمة السياسية» «والأقلمة الاقتصادية»، ذاهبا إلى أبعد من ذلك بتوضيحه «ربما لسنا ناضجين بالنسبة للأولى لكن تطور أمة يتوقف على الثانية بالضرورة، وبرأيه كان لا بد من اعتماد مخطط مارشال منذ البداية في الجنوب الجزائري، وخلص إلى القول بأن ما يحدث في الساحل هي إستراتيجية إعادة رسم خارطة إفريقيا من منطلق إحكام الرقابة عليها، لأنها ستضم حوالي 5 مليار نسمة كما أنها ستكون محرك الاقتصاد العالمي. وبعدما أشار إلى أن أكبر تحدي للجزائر في كيفية تحقق الانتقال بعد مرور 50 سنة عن استرجاع السيادة الوطنية وبالملموس لافتا إلى أن عدد سكان الجزائر سيرتفع إلى حدود 50 مليون نسمة في 2030 في وقت ستزول فيه الكثير من المصادر الطاقوية على غرار البترول والغاز مقابل نسبة استهلاك ضخمة، حذر من الأخطار المحدقة بالجزائر بسبب الأطماع في المنطقة عموما ويأتي في مقدمتها خطر «تقسيم الجزائر» التي باتت تطلق عليها تسمية البلد الكبير جدا وهو أمر خطير برأيه لا ينبغي غض النظر عنه.