تتجه المدرسة الجزائرية إلى تطبيق مقاربة جديدة في التدريس تتماشى مع الإصلاحات التربوية المنتهجة في إطار الالتزام الصارم بقوانين الجمهورية، لاسيما ما تعلق بالبرنامج التربوي المعتمد على مستوى المؤسسات التربوية، من خلال الانتقال إلى مرحلة التوسع في برنامج التعليم في المؤسسات التربوية والتعليمية وترسيخ منهج جديد يهدف إلى تعزيز مكانة اللغة العربية في المنظومة التربوية والتخلي التدريجي عن استعمال اللغة الفرنسية في المؤسسات التربوية الوطنية. تراهن السلطات العليا في البلاد، على إرساء آليات جديدة ووضع ركائز متينة لنظام التدريس في الجزائر وفق انتهاج خطوات جدية تسمح بتطوير منهجية التعليم وإعادة النظر في نظام ومنهجية التدريس وتحقيق النوعية في الأداء البيداغوجي على مستوى المدارس الوطنية ودعم الإصلاح المدرسي في إطار احترام الأطر والقوانين المعمول بها عبر تكريس اللغة العربية في نظام التعليم ووضع حد لإهمالها، لاسيما ما تعلق بالمدارس الخاصة التي تعتمد في نظامها التعليمي على المنهاج الدراسي الفرنسي، ما يتنافى مع قوانين الجمهورية. وتحرص الجهات الوصية على السهر على تنفيذ البرامج التعليمية الوطنية بكافة المؤسسات التعليمية، في إطار ما ينص عليه القانون. نذكر منها القواعد العامة التي تحكم التعليم في المدارس الخاصة والتي تلزمها بصفة إجبارية التعليم والتدريس باللغة العربية، باستثناء تعليم اللغات الأجنبية، في جميع المواد وفي كل المستويات، شريطة أن تكون كافة الدروس مستمدة من البرنامج الدراسي الوطني، مما يؤكد بأن اعتماد البرنامج الدراسي الفرنسي في تدريس التلاميذ بمؤسسات التربية والتعليم الخاصة مخالف للأطر القانونية المعمول بها. في هذا الإطار، أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية الوطنية «كنابست» مسعود بوديبة ل»الشعب»، أن القرارات الجزئية التي مست المنظومة التعليمية في هذه الفترة الأخيرة، خطوة إيجابية في مسار الإصلاح التربوي، مشيرا الى أن نقابة الكنابست سبق لها وأن دعت، في العديد من المرات، إلى القيام بتشخيص دقيق وحقيقي للمنظومة التعليمية من خلال إعادة هيكلتها وبنائها بصورة أوضح وأشمل بما يتوافق مع المعايير العلمية البيداغوجية المطلوبة. وقال المتحدث، إن إعادة هيكلة مرحلة التعليم الابتدائي كمرحلة أولى في إطار الإجراءات الجديدة المتخذة، تصب في صالح التلميذ الذي يحتاج الهدوء والابتعاد عن الضغط في المواد المدروسة والتمكن من القواعد الأساسية في هذه المرحلة قبل الانتقال إلى التعليم المتوسط وتهيئته لدراسة جميع المواد، مهما كان عددها، مع المساهمة في تحقيق الأهداف المرجوة. وأبرز الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لأسلاك التربية الوطنية، أهمية إدخال إصلاحات في منظومة تعليم اللغات، حتى تكون فعالة وناجعة، في إطار مراجعة وبناء استراتيجية دقيقة وواضحة وتنظيم المسار الدراسي وفق الأساليب البيداغوجية الصحيحة التي تهدف الى تحسين مستوى تدريس اللغة في المدارس وتنفيذ البرامج الوطنية من أجل النهوض بمستوى التعليم. وأضاف بوديبة، أن فتح المجال لتقييم وتشخيص المنظومة التعليمية بات أمرا مستعجلا لإحداث جملة من التغييرات واستحداث آليات جديدة، خاصة في مرحلة التعليم الابتدائي، مع الحرص على ضمان التكوين الجيد في مراحل التعليم الابتدائي في القواعد المطلوبة ضمن خطوات جدية.