دخلت الضفة الغربية على خط التصعيد الحالي في المنطقة، بعد أيام من التسخين الذي فُرض سلفاً عليها عبر قمع الجيش الصهيوني من جهة، وانفلات أكبر للمستوطنين من جهة ثانية. نفّذ مقاتلون فلسطينيّون هجمات عدة على حواجز عسكرية ومستوطنات في مناطق مختلفة في الضفة التي تبدو وكأنها على صفيح ساخن، وخاضوا اشتباكات بالرصاص في جنين وطولكرم، في حين اندلعت مواجهات عنيفة بين آلاف المتظاهرين والجيش الصهيوني بعد تظاهرات ضخمة، خرجت الجمعة للتنديد بالعدوان الغاشم على غزة. اقتحمت قوّات الاحتلال الصهيوني صباح أمس مخيم قلنديا شمال القدسالمحتلة، بعد اقتحامها مدينة جنين واندلاع اشتباكات هناك، في حين أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد الشهداء خلال مواجهات الجمعة بالضفة الغربية إلى 16 شهيدا، مما يرفع عدد الشهداء هناك إلى أكثر من 50 خلال أسبوع. ونشرت منصات فلسطينية مقاطع مصورة لاندلاع اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين في جنين، وأوضح شهود عيان نشر قوات الاحتلال قناصة على أسطح المباني في المدينة. كما شهدت مدينة نابلس مداهمات من قبل عناصر جيش الاحتلال الصهيوني واعتقال عناصر حماس. وفي وقت سابق، استشهد 5 فلسطينيين برصاص الاحتلال في مناطق مختلفة برام الله وطوباس وبيت لحم والخليل. وقال شهود عيان إنّ الجيش الصهيوني استخدم الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المدمع، لتفريق المسيرات التي خرجت بالضفة الغربية بُعيد صلاة الجمعة، في حين رشق شبان قوات الاحتلال بالحجارة، والعبوات الفارغة، والحارقة، وأعادوا قذفها بقنابل الغاز. وتتصاعد اقتحامات الاحتلال ومواجهاته مع شبان فلسطينيين يحاولون التصدي لتلك الاقتحامات في مدن ومناطق عدة بالضفة الغربية، مع استمرار اعتداءات قوات الاحتلال التي طالت عددا من الفلسطينيين، سقط على إثرها 16 شهيدا امس الأول فقط، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، ممّا يرفع العدد إلى 51 شهيدا بالضفة الغربية منذ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى التي تدخل يومها التاسع اليوم، في ظل غارات صهيونية متواصلة على قطاع غزة، خلفّت آلاف الشهداء والجرحى ودمرت مباني سكنية ومرافق حيوية. ودخول ساحة الضفة على خط التصعيد لم يكن مفاجئاً، بل كان متوقعاً للاحتلال الذي عزز فرقة الضفة سلفاً بمئات العساكر استعداداً لموجة من العمليات والمواجهات، ونفّذ مئات عمليات الاعتقال لكبار مسؤولي المقاومة وناشطين آخرين منذ السبت الماضي. وكان وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، أشرف على تسليح المستوطنين في الضفة الغربية. وظهر يوم الخميس في نقطة توزّع أسلحة على المستوطنين، قائلاً إنّ وزارته اشترت نحو 4 آلاف قطعة سلاح من أصل نحو 20 ألف قطعة، وستوزّعها تباعاً على عشرات اليهود في المستوطنات.