مؤشرات تصعيد صهيوني تلوّح في الأفق، وتنذر بتفجير الجهود الدولية والإقليمية الرامية للتهدئة خلال شهر رمضان،إذ تتوجه الأنظار إلى الأيام القادمة التي تصادف عيد الفصح اليهودي، حيث تهدّد جماعات يمينية صهيونية بتنظيم اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى وتقديم قرابين الفصح في ساحات المسجد. رغم جهود التهدئة، فقد تواصلت اعتداءات وجرائم الصهاينة في حقّ الفلسطينيين، حيث أفادت مصادر أمنية فلسطينية بإصابة 6 فلسطينيين في الضفة الغربية، أمس، خلال اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني مخيم الدهيشة للاجئين بمدينة بيت لحم (جنوب)، وبلدتي كفر نعمة وبيت لقيا غربي رام الله (وسط). وأسفر اقتحام الجيش الصهيوني للمناطق الثلاث في الضفة الغربية عن اعتقال 9 أشخاص، وفق مصادر فلسطينية رسمية وشهود عيان. وتحدثت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) عن إصابة 3 شبان خلال مواجهات مع قوات صهيونية اقتحمت مخيم الدهيشة "إحداها بجروح خطيرة في الصدر، نقلوا على إثرها إلى مستشفى بيت جالا الحكومي المحلي لتلقي العلاج". طعن عسكريين صهيونيين في الاثناء، أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية إصابة شخصين، أمس، "طعنا بسكين" قرب مدينة ريشون لتسيون وسط الكيان الغاصب. وقالت هيئة البث الصهيونية (حكومية) إن "فلسطينيا طعن صهيونيين اثنين وأصابهما بجروح ما بين متوسطة وطفيفة". وأشارت إلى أنه تم إطلاق النار على الفلسطيني واعتقال آخر، دون مزيد من التفاصيل. تحذير من تدنيس الأقصى في الأثناء، حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تخطيط المستوطنين ل«ذبح القرابين وتدنيس الأقصى" في عيد الفصح، محمّلة الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات هذه الخطوة. وأشارت الحركة -في بيان- إلى أن "شعبنا لن يقف مكتوف الأيدي أمام المساس بالأقصى وتدنيسه، والاستخفاف بمشاعر ملايين المسلمين حول العالم". ودعت جماعات الهيكل المتطرفة ومنظمات صهيونية مؤخرا، المستوطنين إلى ذبح قرابين في المسجد الأقصى خلال عيد الفصح اليهود الذي يمتد بين 5 و12 أفريل الجاري، وسط تقديم إغراءات مالية لمن ينجحون في ذبح قرابينهم. من جهة أخرى، شيع آلاف الفلسطينيين - الاثنين- جثامين 3 شهداء فلسطينيين قتلهم الجيش الصهيوني شمالي وجنوبيالضفة الغربيةالمحتلة. ففي مدينة نابلس، شارك الفلسطينيون في تشييع جثماني الشهيدين محمد أبو بكر ومحمد الحلاق اللذين قتلا برصاص الجيش الصهيوني خلال اقتحامه حي المخفية بالمدينة. وبالتزامن مع مراسم التشييع، عمّ الإضراب الشامل مدينة نابلس، وأغلقت المحلات التجارية أبوابها. وفي بلدة الظاهرية جنوبي الخليل، شارك المئات في تشيع جثمان الشاب سند سمامرة الذي استشهد برصاص الجيش الصهيوني في 11 جانفي 2023، وأفرج عن جثمانه أمس الأول. وتشهد الضفة الغربيةالمحتلة توترا مستمرا، حيث يشنّ جيش الاحتلال حملات اعتقالات وتفتيش واسعة تتسبب في اندلاع اشتباكات مع فلسطينيين، وغالبا ما تسفر عن سقوط شهداء واعتقالات وهدم منازل. واستشهد برصاص قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 90 فلسطينيا، بينهم سيدة، و17 طفلا منذ مطلع العالم الجاري 2023. تحريض ضدّ من يساعد ذوي الأسرى في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال الصهيوني من خلال جيشها شنّ عمليات استهداف موجهة ضد الفلسطينيين، من خلال اغتيالهم واعتقالهم واقتحام بلداتهم، تسعى ماكنتها الدعائية من جهتها للتحريض على المنظمات الحقوقية التي تقدم المساعدات القانونية لذوي الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، مثل إصدار تصاريح دخول لزيارة أبنائهم المعتقلين. ويشنّ الكيان الصهيوني حملات مسعورة ضدّ هذه المنظمات التي يعتبرها معادية وخطيرة، ويقول أنه يجب وقف عملها بكل الأدوات المتاحة لأنها تهدّد أمنه.