أكّدت الفنانة التشكيلية بسمة سادات، أن صدور المرسوم الرئاسي حول القانون الأساسي للفنان، هو بمثابة إحياء للفنان الجزائري، حيث من شأنه أن يحقق له ما كان ينتظره من حقوق تعيد له مكانته. صرّحت الفنانة التشكيلية بسمة سادات ل "الشعب"، أن هذا الملف الذي تابعه رئيس الجمهورية شخصيا، وكان من ضمن التزاماته ها هو اليوم يتجسد على أرض الواقع، حيث أوضحت بقولها "هو مكسب والتزام للفنان، فبفضل المناضلين الذين ضحّوا ومهّدوا لهذا الطريق جاء هذا القانون في وقته لينظم ويرتب المهنة كما يجب أن تكون"، وتابعت: "لقد شهدنا وشهدت كل العائلة الفنية هذا الحدث البارز وهو صدور القانون الأساسي للفنان، الذي سيحفظ له حقوقه وواجباته، فقد كان الفنان ينهض كل يوم على أمل أن تتغير أوضاعه، وعلى أن يُنظر إليه وإلى احتياجاته..هناك الكثير من الفنانين الذين أفنوا حياتهم للفن دون مقابل حبًا لمهنتهم، وهناك من غادروا ورحلوا عنا في صمت ولم يشهدوا هذا اليوم الذي انتظروه كثيرا، هناك أيضا من اعتزلوا الفن وتركوا حلمهم ومهنتهم بسبب حالتهم الاجتماعية الصعبة..فلطالما عاش الفنان يفتقد لمكانته القانونية وهو في انتظار دائم ومستمر حتى قتله اليأس". فالفنان كما جاء في سياق عرضها، حينما يمارس نشاطاته الفنية والإبداعية يحتاج فعلا لحقوق وقوانين تحميه وتحمي طريقه الفني، مضيفة بقولها "وكوني فنانة شابة سائرة في هذا الطريق، حقيقة أرى أن هذه الخطوة عظيمة وجريئة جدا في مسار هيكلة العمل الفني، حيث تعتبر إشارة إيجابية كبيرة لدعم الفنان والثقافة في الجزائر وتسليط الضوء عليه، وفتح له باب الأمل لغد أفضل وأحسن، وتشجيعه على بذل جهد أكبر وتقديم الأكثر، وهو محاط بكل القوانين والحقوق والواجبات التي عليه، هكذا سيكون مطمئنا مرتاحا نفسيا، بدنيا وفكريا، على أن لا شيء من حقه سيضيع". كما أفادت في ذات الصدد، بأن هذا القانون جاء اعترافا بفئة الفنانين، هذه الفئة القوية المكافحة، الصامدة والشامخة في مكانها، وبالتالي سيصبح الفنان متفائلا بمستقبل الفن في ظل هذه النصوص والقوانين التي تعزز مكانته ودوره في المجتمع الجزائري، وأيضا ممارساته المهنية على كافة الأصعدة وتحديد صفته الحقيقية، وضمان الحفاظ على حقوقه المادية والمعنوية وحمايته قانونيا واجتماعيا وفكريا ومن كل المخاطر أثناء ممارسته وظيفته، ويعزز بيئته الإبداعية وكذا تشجيع المواهب والأجيال الفنية الصاعدة المتعاقبة في البلاد. وأضافت "يمكن أن نقول أنه يضمن مستقبل الفنان بصفة عامة بالخصوص الذين يتخذون من الفن مهنة ومصدر عيش لهم، بما في ذلك التأمين والتقاعد". وختمت الفنانة التشكيلية بسمة سادات حديثها بأن الفنان عندما يكون محميا من كل الجوانب، لا يلتفت ولا يُفكّر سوى في مجاله وعمله وإبداعاته وما سيقدمه فقط، فهو لن يبحث عن مسلك آخر يعوض به الفن، فصدور هذا القانون الأساسي للفنان سيكون بمثابة رخصة قانونية له"، كما ارتأت بطريقتها الخاصة أن تقدّم شكرها للجهات الوصية، حيث قالت: "شكرا للمشرّع الجزائري الذي منحنا هذا المكسب الموجه لفائدة كل الفنانين الجزائريين، الذين عانوا كثيرا ولفترات طويلة في ظل غياب قانون يحميهم، وعلى ضوء هذا اليوم العظيم بكل فخر أقولها علنا يبدو أنّ المخاوف التي كانت ترهب الفنان أنه بلا مستقبل قد تمّ وضع حد لها بهذا المرسوم الرئاسي، وأنه لن يكون مضطرا إلى تغيير طريقه أو صفته كفنان وتحيا الجزائر".