منظمات أممية تدعو لتحرك دولي عاجل لإيقاف قتل المرضى كشف مدير وزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش عن مشاهد صادمة في مستشفى الشفاء، الذي توجد فيه جثث عشرات الشهداء، دون التمكن من التعامل معها جراء حصار الدبابات الصهيونية للمستشفى. وكشف البرش في تسجيل صوتي، عن مهاجمة الكلاب الضالة لجثث الشهداء في ساحة المستشفى ونهشها، دون أن يستطيع أحد أن يردعها. من جهة أخرى، كشفت مواقع إعلامية عن قصص مروعة، ونقلت عن إحدى الأمهات أنها عادت إلى شمال القطاع لتفقد ابنها، وعندما وصلت إلى الحي الذي كان فيه منزلهم، قالت؛ إنها لم تستطع الوقوف أمام هذا المنظر؛ حيث إن الجثث ملقاة في الشوارع والأرصفة، والغربان تتناول لحومها مع تحللها، وكان ابنها من بينهم، وكانت قادرة فقط على التعرف عليه من خلال السروال الذي كان يرتديه دائما وحزامه الجلدي المميز. وتقول؛ إن الجثث كانت تحمل علامات غير عادية وعلامات للعض؛ حيث كانت الغربان تتسلقها نهارا، وتتجمع عليها الحيوانات البرية ليلا عندما لا يكون هناك أحد في المنطقة. المستشفيات خارج الخدمة تحدث هذه الوقائع المروّعة، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الاثنين، عن خروج كل المستشفيات في شمال غزة عن الخدمة. في الاثناء، قال مدير مستشفى الشفاء في غزة، محمد أبو سلمية، أمس، إن كارثة حقيقية تحل بالمستشفى حيث أن آخر محطة أكسجين توقفت عن العمل لدينا عند الثالثة فجرا. وأضاف أبو سليمة قائلا "الوقود نفذ تماما، ووضع المرضى على المحك وكل دقيقة ستسمعون زيادة عدد الوفيات، بما في ذلك الأطفال الخدج". وأضاف :«لا نستطيع فعل أي شيء لأي مصاب لأن المستشفى أصبحت الآن بدون كهرباء وماء وأكسجين"،"مستشفى الشفاء اليوم بهذا الوضع عبارة عن مقبرة للجميع". "650ما بين مريض وجريح، 50 مريض في غسيل الكلى، 36 من الأطفال خدج في وضع مجهول"، "يتم قصف أي شخص يغادر المستشفى، بالأمس حاول بعض النازحين الخروج تم قصفهم وأصيب 10.الجثث أمام ناظرنا ولا نستطيع جلبها للمستشفى". وأعلن يوسف أبو الريش، وكيل وزارة الصحة في القطاع، "وفاة ستة أطفال خدج و9 في قسم العناية المكثفة" بسبب انقطاع الكهرباء عن مسشتفى الشفاء أكبر المؤسسات الاستشفائية في غزة الذي يتعرض لحصار وقصف صهيوني متواصلين. مسارح للموت والدمار بدوره، قال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس الأول، إن عدد الوفيات بين المرضى في مستشفى الشفاء في غزة ارتفع بشكل كبير، وإن الوضع هناك "خطير ومؤلم". وأضاف أدهانوم أن المنظمة تمكنت من الاتصال بالطواقم الطبية التابعة لها في المستشفى، مشيرا إلى أن إطلاق النار المستمر أدى إلى تفاقم الظروف الحرجة بالفعل بالمستشفى. وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية في حسابه الرسمي على منصة إكس "مرت ثلاثة أيام بدون كهرباء وبدون ماء ومع ضعف شديد لخدمات الإنترنت، مما أثر بشدة على قدرتنا على تقديم الرعاية الأساسية"، لافتا إلى أن المستشفى لم يعد يؤدي وظيفته كمستشفى. وشدد أدهانوم على أن العالم لا يمكن أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات إلى "مسارح للموت والدمار"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار. في السياق، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، أمس، إن آليات ودبابات صهيونية تتمركز في محيط مستشفى القدس بقطاع غزة، وإن بالإمكان سماع أصوات قصف. وأضاف الهلال الأحمر الفلسطيني بصفحته على فيسبوك أن تمركز القوات الصهيونية "يأتي في ظل التحضيرات لإخلاء مستشفى القدس من المرضى والجرحى ومرافقيهم والكوادر الطبية،وطالب المجتمع الدولي بدعم صمود المستشفيات العاملة في غزة. هذا، ونفت حركة حماس أمس الأول ما تردد عن رفضها 300 لتر من الوقود من سلطات الاحتلال كانت مخصصة للاستخدام الطبي في مستشفى الشفاء في غزة. وأكدت في بيان أنها ليست طرفا في إدارة مستشفى الشفاء وأنه "لا وجود لها ضمن هيكلية اتخاذ القرارات فيه، وأنه يخضع بشكل كامل لسلطة وزارة الصحة الفلسطينية، التي تدير شؤونه الإدارية والفنية". نداء استغاثة هذا، وقد وجهت وزيرة الصحة الفلسطينية د. مي الكيلة نداء استغاثة عاجل للجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل الضغط لإنقاذ مئات المرضى والجرحى المهددين بالموت في أي لحظة جراء قصف الاحتلال للمستشفيات في قطاع غزة. جاء ذلك خلال اجتماعٍ طارئ عقدته الوزيرة الفلسطينية مع ممثل اللجنة في القدس جان فيليب ومنسق الشؤون الصحية للصليب الأحمر د. جراهام دوغان، أمس الأول. كما دعت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية وصندوق الأممالمتحدة للسكان في بيان مشترك إلى تحرك دولي عاجل لإيقاف الهجمات على مستشفيات غزة. وجاءت الدعوة في بيان مشترك من ليلى بكر من صندوق الأممالمتحدة للسكان في الدول العربية، وأديل خضر من "يونيسف" في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأحمد المنظري من منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. وشدد المسؤولون الأمميون على أن "العالم لا يمكن أن يقف صامتا بينما تتحول المستشفيات (في غزة)، التي ينبغي أن تكون ملاذا آمنا، إلى مشاهد الموت والدمار واليأس". واختتم المسؤولون الأمميون البيان بالقول: "هناك حاجة الآن لوصول آمن ودون عوائق ومستدام للوقود والإمدادات الطبية لتوفير الخدمات المنقذة للحياة بغزة". وضع الحوامل خطير وحذر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، الأحد، من "خطر يهدد صحة آلاف الحوامل وحديثي الولادة في قطاع غزة جراء ندرة الغذاء والماء والأدوية والرعاية التوليدية والوقود". وأضاف المكتب الأممي، في تدوينة عبر منصة "إكس"، "وسط الأعمال العدائية المستمرة، هناك حوالي 50 ألف حامل في غزة، فيما تلد أكثر من 180 امرأة كل يوم". وأردف أنه "من المتوقع أن تلد حوالي 5 آلاف و500 حامل خلال الأسابيع المقبلة، وعدم إمكانية الحصول على الغذاء والماء والأدوية والرعاية التوليدية والوقود يهدد صحتهن وصحة أطفالهن حديثي الولادة".