واصل العدوان الصهيوني الهمجي لليوم 36 على التوالي حربه الدموية على قطاع غزة وقد وضع مستشفيات هذا الأخير خاصة الواقعة في الشمال على غرار مجمع الشفاء الطبي ومستشفى القدس والرنتيسي وغيرها هدفا مباحا لاستكمال محرقته الوحشية التي خلفت لحد الساعة ارتقاء أكثر من 11 ألف و200 شهيد ثلثهم من الأطفال والنساء العزل وأكثر من 28 ألف جريح. في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة معارك واشتباكات ضارية وحامية الوطيس خاصة قرب مجمع الشفاء الطبي وبالقرب أيضا من مشافي أخرى على غرار القدس ضد قوات الاحتلال المتوغلة بالدبابات والمدفعيات ومختلف الآليات العسكرية والمدعومة بغطاء جوي من الطيران الحربي والمقاتلات، يواصل هذا الكيان دك قطاع غزة من مساكن ومباني ومنشآت مدنية على رؤوس قاطنيها والمحتمين بها بالصواريخ الفتاكة والقنبال الفوسفورية. وخاض جيش الاحتلال أمس يوم حرب على مستشفيات غزة من القدس والرنتيسي إلى الاندونيسي والنصر للأطفال ومستشفى الصحة النفسية ومجمّع الشفاء الطبي، الذي واصلت آليات الاحتلال امس محاصرته واستهدفته بقصف عنيف ومكثف بشكل مباشر وسط انقطاع كامل للتيار الكهربائي. ولم يكتف هذا الاحتلال الذي لا يزال متعطش وبقوة لدماء الفلسطينيين بالقصف المباشر للمختلف هذه المستشفيات، بل نشر طائرات مسيرة تطلق النار بكثافة داخل ساحة مجمع الشفاء أكبر مركز طبي في غزة وعلى كل من يتحرك، ليضع كل من في المشفى من طاقم طبي ومرضى وجرحى وعشرات الآلاف العائلات التي احتمت به في مرمى نيرانه وهم الذين يعانون ظروف مأساوية بانعدام كل علاج ودواء وكهرباء وحتى الما والغذاء. وفي الوقت الذي طالبت لجنة المتابعة للفصائل الفلسطينية في بيان، أمس، الهيئات الدولية بالحضور لمجمع الشفاء قبلُ لمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحامه ومنعها من تزوير الحقائق، أكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، اسماعيل الثوابتة، أمس، أن مجمع الشفاء يتعرض إلى جريمة مكتملة الاركان وهناك الالاف بداخله مهددون بالموت. كما أكد أنه لا أحد يستطيع دفن الجثث الموجودة بساحات المجمع بسبب استهداف كل من يتحرك. واستنكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان أمس، بشدة تخلي المؤسسات الدولية عن مجمّع الشفاء الطبي وتركه يواجه الموت دون تدخل منهم. وطالب منظمة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة "اوتشا" والأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية بالتوجه الفوري والعاجل إلى مجمع الشفاء الطبي لحمايته من الكارثة التي يتعرض لها. وحمل المجتمع الدولي وجميع المؤسسات الدولية المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية وسلامة جميع الجرحى والنازحين المتواجدين في جميع المستشفيات وخاصة في مجمع الشفاء الطبي والذين ينتظرون القتل من قبل جيش الاحتلال مع سابق الإصرار. من جانبه أكد رئيس قسم جراحة الأوعية الدموية بمشفى الشفاء، الدكتور أحمد أبو ندى، أن الماء والكهرباء منقطعان عن المستشفى الذي يتواجد به حاليا 600 مريض، موجّها نداء استغاثة للعالم للنظر بعين من الرأفة للوضع المأساوي والصعب الذي وضع الأطباء في خيار مؤلم وهو المفاضلة بين جريح واخر حسب شدة الإصابة. وتعمل الطواقم الطبية في مجمع الشفاء مع 37 طفلا من الخدج في الحضانات معهم يدويا وسط تحذيرات من استشهاد آخرين في الساعات المقبلة بعد ارتقاء رضيع تعرض للبرد في الحضانة. كما استشهد أربعة مرضى في قسم العناية المركزة لانقطاع التيار الكهربائي، بالإضافة إلى توقف قسما العناية المركزة للأطفال وأجهزة الأكسجين عن العمل. "أطباء بلا حدود": طاقمنا بمستشفى الشفاء وصل إلى حالة "كارثية" قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، أمس، إن الهجمات تكثفت على مستشفى الشفاء في غزة بشكل كبير خلال الساعات القليلة الماضية، مؤكدة وصول المستشفى الى حالة "كارثية". وجددت في بيان لها على منصة "إكس" دعوتها بشكل عاجل لوقف الهجمات على المستشفيات وحماية المرافق الطبية والطواقم الطبية والمرضى. ونقلت عن الدكتور محمد أبو مغيصب المسؤول بالمستشفى قوله "منذ صباح السبت، توقف العديد من الطواقم الطبية التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود عن العمل في المستشفيات المدعومة في مدينة غزة بسبب القصف المستمر". ونفس الوضع المرعب والمخيف تعيشه باقي المستشفيات ومنها مستشفى القدس في ظل استهدافها ومحاصراتها بالآليات العسكرية الصهيونية التي تتخذ من ذريعة وجود انفاق تحت المراكز الطبية ذريعة واهية لتبرير مذابحها غير مسبوقة في حقّ شعب أعزل. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن كافة الخدمات في مستشفى "القدس" بمدينة غزة ستتوقف عن العمل خلال ساعات قليلة جراء نفاد الوقود، مذكرة وذكرت في بيان صحفي مقتضب، أن 500 مريض وجريح واكثر من 14 الف نازح في المستشفى سيحرمون من الرعاية الصحية، بسبب التوقف عن العمل خلال الساعات الثلاثة المقبلة. وأضافت أن المرضى في غرفة العناية المكثفة والأطفال في الحاضنات سيفقدون حياتهم بسبب عدم توفر الوقود اللازم لعمل المولدات في المستشفى. ووصلت دبابات الاحتلال، أمس، على بعد 20 مترا من المستشفى الواقع في حي "تل الهوا" جنوبغزة والذي كانت طائرات الاحتلال الحربية قد استباحته عبر سلسلة غارات شنتها خلال الأيام الماضية استهدفت محيطه وهدّدت بقصفه. ومع مواصلة حربها على المستشفيات، لم يتوقف الطيران الحربي الصهيوني عن استهداف القطاع في عدة مناطق مختلفة على غرار بيت لاهيا ومخيم النصيرات...بما تسبب في سقوط العشرات من الشهداء واصابات العديد من الموطنين الآخرين. "القسام" : ندك حشدا للآليات الإسرائيلية غرب "إيريز" أفادت كتائب القسام بأن مقاتليها يدكون حشدا للآليات الإسرائيلية المتوغلة غرب "إيريز" بقذائف هاون من العيار الثقيل، وذلك بالتزامن مع استمرار الاشتباكات العنيفة وسماع دوي الانفجارات قرب مشفى الشفاء الطبي اكبر مجمع طبي في القطاع. كما أعلنت عن استهدافها ثلاث اليات صهيونية في محور شمال غرب غزة بقذائف "الياسين 105" وقصفها أيضا بئر سبع المحتلة برشقة صاروخية في وقت دوت فيه صافرات الانذار أمس في منطقة الجليل الاعلى ومستوطنات اخرى. من جانبها أعلنت سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي عن استهداف مقاوميها القوات الصهيونية المتوغلة جنوب حي الزيتون في غزة بوابل من قذائف الهاون 60 النظامي والعيار الثقيل وبعدد من الصواريخ. بسبب توقف أجهزة التنفس الصناعي لنفاد الوقود.. استشهاد عديد المرضى بمستشفى الشفاء أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس، عن نفاد الوقود بمجمع الشفاء الطبي بغزة وتوقف أجهزة دعم الحياة في قسم العناية المكثفة وقسم الحضانة، فيما اشتعلت النيران بساحة وبعض أقسام المستشفى نتيجة القصف الصهيوني. وأكدت الوزارة في بيانها الذي تداولته وسائل الاعلام أن "المرضى الذين كانوا على أجهزة التنفس الصناعي ولم يتمكنوا من الحصول على الأكسجين استشهدوا في مستشفى الشفاء المحاصر من قبل الاحتلال الصهيوني". بينما قال مدير عام مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، "نحن نموت والعالم صامت عنا.. نحن لسنا مجرد أرقام". وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، قد أكدت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته في وقت سابق أمس، أن "مستشفى الشفاء في قطاع غزة محاصر ومهاجم من قبل نظام الاحتلال الصهيوني منذ يوم أمس". وبينت أن المستشفى خرج عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء والوقود، موضحة أن 39 طفلا ورضيعا في العناية المركزة استشهدوا بسبب عدم تمكنهم من الحصول على الأكسجين.