في وقت تتعالى فيه الأصوات الإقليمية والدولية الرافضة لخطط تهجير أهالي غزة، تستمر قوات الكيان الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية، التي تفاقم معاناة سكان القطاع، فيستمر القصف الجوي والبري مستهدفاً، خصوصاً أماكن النزوح والإيواء، فيما تتصدى المقاومة الفلسطينية للقوات الغازية في مختلف محاور التقدم، وخلف خطوط جيش الاحتلال، حيث تمكنت من تكبيده خسائر جديدة كان أبرزها مقتل نائب قائد لواء إلى جانب عدد كبير من العساكر. مع دخول اليوم 94 للعدوان على غزة، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مستهدفا منازل ومراكز تؤوي نازحين. وقد استشهد، أمس، أكثر من 21 فلسطينيا وأصيب نحو 50 آخرين في مجزرة جديدة في خانيونس والمغازي جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر محلية، إن شهداء ارتقوا، فجر الأحد، في قصف لطائرات الاحتلال استهدف منزلا في مدينة خانيونس، ومدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي وسط القطاع. وأفادت المصادر بأن طائرات الاحتلال قصفت منزلا في مدينة خانيونس يضم عددا كبيرا من النازحين، يعود لآل بريص، ما أدى لاستشهاد 17 مواطنا على الأقل، بينهم 12 طفلا وامرأة حامل، وإصابة 50 آخرين بجروح متفاوتة. كما قصفت طائرات الاحتلال الحربية مدرسة تابعة للأونروا تؤوي نازحين في مخيم المغازي وسط القطاع، ما أدى لاستشهاد 4 مواطنين على الأقل، بينهم سيدة. من جهة أخرى، أطلقت طائرات مسيرة من نوع "كواد كابتر" النار بكثافة على منازل المواطنين والشوارع في مخيم المغازي، تزامنا مع تنفيذ الطائرات الحربية حزاما ناريا قرب شارع السكة غرب المخيم، وإطلاق نار مكثف من مدفعية الاحتلال المتمركزة قرب مدخل المخيم على شارع صلاح الدين. وأفاد شهود عيان باندلاع حريق شرق مخيم النصيرات جراء تواصل القصف الصهيوني. وأشارت مصادر محلية إلى أن طائرات الاحتلال الحربية شنت غارات عنيفة على منطقة تل الزعتر ومدينة دير البلح، ما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من المواطنين، تزامنا مع إطلاق زوارق الاحتلال الحربية النار بشكل مكثف غرب دير البلح. في المقابل، يتكبد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في الآليات والأرواح على أيدي فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خلال توغلاته البرية التي تتم مقابلتها بتصدّ فلسطيني عنيف. الحرب تتركز في الوسط والجنوب هذا، وتحولت خانيونس، المدينة الكبيرة في جنوب قطاع غزة، إلى المركز الجديد للاشتباكات بين الجيش الصهيوني والمقاومة الفلسطينية. كما أعلن جيش الاحتلال، مساء السبت، أنه يركز عملياته من الآن فصاعدا على وسط غزةوجنوبها بعد ثلاثة أشهر من الحرب التي أتاحت له، بحسب زعمه، "تفكيك بنية حماس العسكرية" في شمال هذا القطاع الصغير البالغ عدد سكانه زهاء 2.4 مليون نسمة. منظمة بلا حدود تجلي موظفيها في الأثناء، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية أنها أجلت موظفيها من مستشفى في وسط غزة. وقالت كارولينا لوبيز، منسقة خدمات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة، عبر منصة إكس، "أصبح الوضع خطيرا إلى درجة أن بعض أعضاء فريقنا الذين يعيشون في المنطقة لم يتمكنوا حتى من مغادرة منازلهم بسبب التهديدات المستمرة من المسيّرات والقناصة". وأعاد فلسطينيون، السبت، دفن جثامين نبشت من قبورها في مقبرة بمدينة غزة. وأظهرت اللقطات التي صُوّرت في مقبرة حي التفاح، الجثامين التي نبشت في أكفانها وسط أكوام من التراب. وتبدو جثامين أخرى مدفونة جزئيا، بين شواهد مقلوبة في المقبرة الصغيرة المحاطة بالمباني وحيث تبدو على الأرض بوضوح علامات جنازير الدبابات. ووسط انتشار الذباب انهمك نحو عشرة رجال يضعون قفازات وكمامات، في إعادة دفنها. خطر توسع النزاع هذا، وتتزايد المخاوف من تصاعد الحرب وتحوّلها إلى صراع إقليمي، خاصة مع التوتر الكبير الذي تشهده الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني. وقد توسعت الخشية من توسّع نطاق الحرب بعد اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، الثلاثاء الماضي، بضربة جوية صهيونية في الضاحية الجنوبية لبيروت وأسفر التصعيد عند الحدود مع الكيان عن استشهاد 181 شخصا في الجانب اللبناني. في الأثناء، وزار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأردن، أمس الأحد، في إطار جولة له في الشرق الأوسط تهدف إلى وقف التصعيد في المنطقة. مظاهرات لإسقاط نتنياهو من ناحية ثانية، تجمع متظاهرون مناهضون للحكومة الصهيونية في عاصمة الكيان الغاصب، مساء السبت، مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة واستقالة الحكومة وسط الحرب المستمرة مع حماس في غزة. وقال متظاهرون، "سئمنا! سئمنا! الحكومة عبارة عن حفنة من الأغبياء. يقودوننا إلى مكان فظيع. يقودوننا إلى مستقبل لا يوصف. بيبي نتانياهو وجميع الحمقى الآخرين يدمرون الكيان ويدمرون كل ما كنا نأمله ونحلم به".