يوم آخر من الموت والدّمار والحرب خيّم على قطاع غزة، الذي تحوّل إلى "أخطر مكان في العالم" حسب توصيف "اليونيسف"، وقد واصل جيش الاحتلال قصف مختلف المناطق برّا وجوّا وبحرا، في حين تصاعدت حدة الاشتباكات مع فصائل المقاومة على مختلف محاور القتال، كما استمرّت الاعتداءات الصهيونية في مختلف مدن الضفة الغربية من خلال إطلاق الرصاص الحي على الفلسطينيين، وطعن مصابين وركلهم أثناء إسعافهم. وفي السياق أكّدت "الأونروا" أنّ الملاجئ في الجنوب باتت مكتظة بنحو 1.7 مليون نازح. شنّت مقاتلات الاحتلال الصهيوني، أمس، غارات عنيفة على شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، فيما استهدفت مدفعيته منزلا شرق رفح ومنازل مأهولة ومراكز إيواء في مخيم البريج، وسجل وقوع شهداء في قصف على مدرسة تؤوي نازحين في مخيم المغازي وسط غزة. إلى ذلك، قصفت المدفعية الصهيونية كامل الشريط الحدودي من بيت حانون إلى رفح. وجدّد جيش الاحتلال دعوته سكان جنوب وادي غزة وتحديدا مخيم البريج إلى إخلاء منازلهم فورا، والانتقال إلى دير البلح. جاء ذلك في وقت يشهد فيه قطاع غزة انقطاعا كاملا للاتصالات وخدمات الإنترنت جراء القصف المتواصل للاحتلال، وسط مخاوف متجددة من عزل الغزاويين عن العالم بهدف الإمعان في ارتكاب المجازر بحقهم. وتشير السّلطات في غزة إلى وجود آلاف الشهداء والجرحى العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث يتعذر انتشالهم بسبب القصف المتواصل ومنع الاحتلال طواقم الإسعاف من ذلك. من جانب آخر، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها للقوات الصهيونية المتوغلة على كافة محاور القتال في قطاع غزة، مكبدة إياها خسائر كبيرة في الآليات والأرواح. وأقرّ جيش الاحتلال بمقتل ضابط وعسكريين في المعارك الضارية مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة، بعد نعيه خمسة من قواته خلال الساعات الماضية. كما أعلن عن إصابة 43 آخرين بينهم 9 بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة خلال الساعات الماضية. وبذلك، يرتفع إجمالي عدد قتلى جيش الاحتلال المعلن عنهم رسميا إلى 494 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، بينهم 170 قتلوا منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر نفسه. وبينما تتواصل حرب الإبادة بحق الفلسطينيين، أعلنت "الأونروا" أن الملاجئ في الجنوب باتت مكتظّة بنحو 1.7 مليون نازح،كما أكد تقريرٌ لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن مناطق الأمان في قطاع غزة تتقلصُ أكثر، في ظل أوامر الإخلاء واستمرار القتال. اعتداءات متواصلة بالضّفة في الأثناء، واصل جيش الاحتلال أمس اعتداءاته بمختلف مدن الضفة الغربية حيث أطلق الرصاص الحي على الفلسطينيين وطعن مصابين وركلهم أثناء إسعافهم، وذلك بعد ساعات من تنفيذه غارة جوية بمسيّرة أدت لسقوط 6 شهداء بطولكرم.وأفاد مراسلون بسقوط 3 جرحى برصاص الاحتلال أمس في مخيم الدهيشة في مدينة بيت لحم جنوبيالضفة الغربية. وقال طبيب فلسطيني أن عسكريين صهاينة اعتدوا على مصابين في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية بالطعن والضرب، مما شكل تهديدا لحياتهم. وأضاف نقيب أطباء محافظة طولكرم رضوان بليبلة، أن الجيش الصهيوني أوقف مركبات إسعاف فلسطينية بداخلها مصابون من مخيم نور شمس واعتدى عليهم. وأردف أنّ أحد المصابين تعرض للطعن في الرقبة من أحد العسكريين داخل مركبة الإسعاف، ممّا شكّل تهديدا على حياته، ولفت إلى أنّ المصاب كان قد أصيب بعدة جروح جراء قصف بمسيرة ووضعه الصحي خطير، وأضاف أنّ طعنه فاقم من وضعه، وأشار إلى أن اثنين آخرين تم إنزالهما من مركبات الإسعاف وتعرضا للشتم والركل والضرب بأعقاب البنادق على أماكن إصابتهما، ووصف ما حدث بأنه انتهاك صارخ للقانون الإنساني، مطالبا بتدخل الجهات الدولية لمعاقبة ومساءلة الكيان الصهيوني.وفي وقت سابق، استشهد 6 فلسطينيين وأصيب 3 بجراح في قصف صهيوني بمسيّرة لمخيم نور شمس قرب طولكرم. وحسب معطيات وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 311 منذ السابع من أكتوبر الماضي. ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كثف الجيش الصهيوني عملياته العسكرية بالضفة الغربية وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا ومئات المعتقلين. استشهاد 3 لبنانيّين في "بنت جبيل" من ناحية ثانية، أفادت وسائل إعلام لبنانية بأن ثلاثة مواطنين استشهدوا بغارة صهيونية الليلة ما قبل الماضية على مدينة بنت جبيل الحدودية مع فلسطينالمحتلة، وذكرت الأنباء، بأن الطائرات الحربية الصهيونية أغارت على منزل مواطن وسط مدينة بنت جبيل واستهدفته بصاروخ أرض - جو ما أدى إلى استشهاده وزوجته وشقيقه، فيما نجا والده.