بالإجماع..الفلسطينيّون لن يغادروا أراضيهم من القمّة العربية إلى مجلس الأمن..الجزائر لن تتخلّى عن فلسطين أوضح المحلّل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية، الدكتور زهير بوعمامة، أنّ الجزائر رافعت لرفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، لافتا إلى أنها أعلنت منذ انتخابها عضوا غير دائم بمجلس الأمن، عن دعمها اللامشروط للقضية الفلسطينية، وخطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون حدّد جملة الأهداف والأولويات التي ستشكل محاور ستعمل الدولة الجزائرية على دعمها خلال عهدتها على مستوى مجلس الأمن أمام كبار صناع السياسة الدولية بالعالم. ذكر الدكتور زهير بوعمامة في تصريح خصّ به «الشعب»، بأن القضية الفلسطينية ملف غير قابل للتفاوض، خاصة وأن الجزائر لم تتردد يوما في تأكيد موقفها التاريخي المعلن عنه صراحة، ونصرتها لفلسطين ظالمة أو مظلومة. أفاد المتحدّث أنّ عضوية الجزائر بمجلس الأمن فرصة تغتنمها الجزائر للمرافعة لصالح القضية الفلسطينية ولفت انتباه المجتمع الدولي، للتنديد بما يجري من إبادة جماعية للأشقاء الفلسطينيين وسط سكوت دولي، صنّفته الجزائر على لسان ممثلها الدائم بالأمم المتحدة، السفير بن جامع، في خانة التواطؤ، ودعت من منبر مجلس الأمن إلى وقف فوري للعدوان الصهيوني على غزة. لأوّل مرّة في تاريخه الإجرامي وترجم المحلّل السياسي، العضوية النشطة والفعالة للجزائر على مستوى مجلس الأمن، في مبادرة هذا الأخير للدعوة لعقد اجتماع لمناقشة الموضوع المتعلق بالمخطط الصهيوني للتهجير القسري للفلسطينيين من غزة، ما تعتبره الجزائر غاية في الخطورة والاعتداء على الحق الفلسطيني في التمسك بأرضه، مخطط يعمل الكيان الصهيوني على تجسيده منذ 1948. وتابع بالقول إنّ المخطط هدفه التنكيل بالفلسطينيين وإبادتهم بطريقة وحشية، ما دفع بالعديد من أحرار العالم إلى الانفجار أمام مشاهد يندى لها جبين الإنسانية، انحنت أمامها الرّؤوس معزية، مطالبة عدالة دولية تنصف غزة وتدفع الأذى المتواصل على الفلسطينيين من خلال مظاهرات بدول غربية وأوربية، وردود أفعال دولية جرت الكيان الصهيوني لأول مرة من تاريخه الإجرامي إلى المثول أمام محكمة العدل الدولية بدعوى قضائية حركتها جنوب إفريقيا، ودعمتها العديد من الدول المساندة للحركات التحررية والمؤمنة بحق الإنسان في الحياة، تنديدا بالتجاوزات اللاإنسانية التي طالت الأطفال والمدنيين والمدارس والمستشفيات رغم حصانة هذه الأخيرة، واعتبار الاعتداء عليها جريمة حرب. مئة يوم وحصيلة قاربت 30 ألف قتيل، كانت كفيلة بإعادة توجيه البوصلة الجيو-إستراتيجية نحو القضية الفلسطينية كقضية مركزية، لم تتمكّن أسلحة الدّمار الصهيونية المحظورة دوليا من إخماد صوتها، بل زادت من صمود الفلسطينيين وتمسّكهم بأرضهم، استطرد ذات المتحدّث بأسف عميق، وهو ما سعت وتسعى إليه الجزائر في تدخلاتها بالمحافل الدولية، وعلى مستوى الهيئات والمنظمات الدولية، وقبل ذلك خلال القمة العربية التي احتضنت أشغالها قبل عامين. واعتبر القرار الصادر عن مجلس الأمن بإجماع من أعضائه، القاضي بالرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم، انتصارا لمسعى الجزائر وهزيمة دبلوماسية للكيان الصهيوني تضاف إلى جملة الهزائم التي تلاحقها منذ عدوانها على غزة، وجرعة أمل تشحن النّفوس الصامدة وتدعمها في إصرارها على التّمسّك بأرضها.