ترسّخت ثقافة المقاولاتية في الوسط الطلابي بصورة كبيرة عبر مختلف جامعات الغرب الجزائري، خاصة في ظلّ توفر المناخ الاستثماري والتحفيزات الكبيرة التي أقرتها السلطات العليا في البلاد لفائدة هذه الشريحة المهمة في المجتمع صنّاع المستقبل وحاملي راية التقدم والرقي والمساهمين في إرساء قواعد اقتصاد وطني متنوع وتنافسي. شهدت جامعات الجهة الغربية للبلاد مناقشة العديد من المشاريع المبتكرة في مختلف التخصصات العلمية والمنجزة في إطار القرار 1275 المتعلق بمذكرة تخرج للحصول على شهادة جامعية /مؤسسة ناشئة / براءة اختراع، التي ستمكن الطلبة من إنشاء مؤسساتهم الناشئة أو تسجيل براءات اختراع لمشاريعهم المبتكرة والتي تهدف إلى حماية أفكارهم المبدعة مما سيساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية. وفي إطار انفتاح الجامعة على محيطها الاقتصادي والاجتماعي وتبعا لتوجيهات الوزارة الوصية الرامية الى إدماج الطلبة في عالم الشغل ومساعدتهم على إنشاء مؤسسات ناشئة ومصغرة، أبرمت جامعة مستغانم العديد من الاتفاقيات مع مختلف القطاعات التي تصبّ في خدمة الطالب وكيفية إدماجه في الحياة العملية ضمن البنود المدرجة في تلك الاتفاقيات التي من شأنها تعزيز روح التعاون والعمل المشترك بين الجامعة ومختلف القطاعات، لا سيما ما تزخر به الولاية من مقومات هائلة في كل المجالات. ومن أهم إنجازات جامعة عبد الحميد بن باديس حصولها المرتبة الثالثة بوسام لابل "أدرس بالجزائر" من بين 15 مؤسسة جامعية والصالح لمدة سنة من أجل خلق جو المنافسة بين الجامعات والإقامات الجامعية وجعلها جاهزة لاستقطاب واستقبال أكبر عدد من الطلبة الأجانب. هذا وتبقى أبواب الحاضنة، مركز المقاولاتية والبحث عن الوظيفة وبناء المهارات ودار الذكاء الإصطناعي وكل المراكز الأخرى مفتوحة أمام الطلبة طيلة أيام السنة الدراسية من أجل مرافقة حاملي المشاريع الجدد وأصحاب الأفكار المبتكرة من اجل تجسيد مشاريعهم ضمن القرار 1275 الرامي إلى إنشاء مؤسسات ناشئة ومصغرة والاندماج في عالم المقاولاتية. وفي سياق متصل، أشار الدكتور بهلولي أبو الفضل بجامعة معسكر إلى أن المؤسسات الناشئة اليوم في صميم السياسات الاقتصادية بالجزائر ولها سياقات دولية ووطنية على غرار تحقيق أهداف التنمية المستدامة والأجندة الإفريقية لعام 2063 وبرنامج الوزاري الذي يهدف إلى ربط الجامعة بالمحيط الخارجي والاقتصادي وعليه تهيئة البيئة والإطار القانوني لإنجاح المؤسسات الناشئة خاصة مع انطلاق ورشات إصلاح المنظومة الجامعية. من جهته، أكد ياسر مرنية طالب جامعي وصاحب مؤسسة ناشئة "Dzair Now" متخصصة في رقمنة القطاعات أن السوق الجزائرية خصبة وواعدة لما لها من إمكانيات عديدة وعلى جميع الأصعدة، ما يسهّل لحاملي الأفكار من تجسيد مشاريعهم على أرض الواقع وخوض تجربة الاستثمار، خاصة في ظل الأجهزة التي وضعتها الدولة لمرافقتهم وتمويل مشاريعهم.