يدخل العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة يومه ال121 على التوالي، بينما يستمر الاحتلال في ارتكاب جرائمه بحق المدنيين العزل في شتى المناطق مخلّفا وراءه مزيدا من الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في المنازل والممتلكات والبنى التحتية، في ظلّ أزمة إنسانية هائلة بفعل اضطرار مئات الآلاف للنزوح هربا من القصف والمجازر الوحشية. آخر هذه المجازر كانت في رفح، أقصى جنوب القطاع، حين قصف طيران الاحتلال منزلين مأهولين على رؤوس من فيهما، ما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات، عدد كبير منهم من النازحين. وأكدت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال قصفت منزلا يأوي عشرات النازحين شرق رفح يعود لعائلة حجازي، وأن القصف أسفر عن ارتقاء 11 شهيدا على الأقل وإصابة عدد آخر، كما قصفت منزلا يعود لعائلة الهمص أدى إلى ارتقاء شهيدين وعدة إصابات. وفي خانيونس، حيث يواصل الاحتلال عدوانه البري، فقد استشهد 4 مواطنين، وأصيب 6 آخرون، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار باتجاه مبنى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وأفادت الجمعية باستشهاد 4 مواطنين، بينهم مديرة دائرة الشباب والمتطوعين في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني هداية حمد، وإصابة 6 آخرين، جراء إطلاق الاحتلال النار باتجاه مبنى الجمعية. وأضافت أن قناصة الاحتلال واصلوا إطلاق النار على مبنى الجمعية الذي يؤوي آلاف النازحين، مشيرةً إلى أن طواقمها عجزت عن نقل الإصابات لمستشفى الأمل جراء تواصل إطلاق النار. وفي دير البلح وسط القطاع، قضى فلسطيني شهيدا وأصيب 3 جراء قصف الطيران الحربي الصهيوني منزلاً لعائلة أبو نصير في شارع الطرزي في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. موجة جوع لا تحتمل يأتي ذلك بينما تضرب موجة جوع مئات الآلاف من النازحين في عموم القطاع، جراء منع الاحتلال دخول كميات كافية من المساعدات، الأمر الذي ينذر بموت النازحين جوعا، لا سيما في شمال القطاع، حيث يفرض الاحتلال هناك حصارا معززا ويمنع دخول أي من أنواع المساعدات. وأفادت مصادر طبية بأن الاحتلال ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 112 شهيدا، و148 إصابة، خلال ال 24 ساعة الماضية. وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى 27238 شهيدا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وو66452 مصابا، في حصيلة غير نهائية. وأضافت المصادر أن آلاف المواطنين ما زالوا في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، وأن الاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. ضربات قوية للمقاومة في الأثناء، تواصل فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف عساكر وآليات الاحتلال المتوغلة في مناطق متفرقة من جنوب قطاع غزة، إذ أعلنت كتائب "القسام" أن عناصرها تمكّنوا من الإجهاز على 15 عسكرياً صهيونياً من مسافة صفر في منطقة الجوازات غرب مدينة غزة، فيما أكدت "سرايا القدس" أنها تمكنت من استهداف قوة للعدو قوامها 10 عساكر بقذيفة. وأشارت إلى أنها أوقعتهم بين قتيل وجريح، إثر تحصّنهم بأحد المنازل في حيّ الأمل غربيّ خانيونس، جنوبي القطاع. وفي ما يتعلق بالجهود الدبلوماسية، أعلنت حركة حماس أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تواصل الجمعة مع الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، من أجل استعراض التطورات الميدانية والسياسية التي تمرّ بها الساحة الفلسطينية، فيما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن سيبدأ جولة إلى المنطقة اعتباراً من اليوم الأحد وحتى الخميس، للعمل على إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، والتوصل إلى هدنة إنسانية. حديث عن هدنة مدتها 6 أسابيع من ناحية ثانية، وبعد تراجع الآمال الذي ساد خلال الساعات الماضية بقرب التوصل لاتفاق مبدئي حول صفقة الأسرى المرتقبة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس، يبدو أن التفاؤل عاد. فقد كشفت مصادر أن الوسطاء سلموا حركة حماس مقترح هدنة، حيث أبدت الأخيرة موافقة مبدئية على أن يبدأ بوقف النار. وقالت المصادر إن الوسطاء عرضوا هدنة لمدة 6 أسابيع في قطاع غزة، وتتضمن الهدنة المقترحة الإفراج عن 36 أسير صهيوني بمعدل رهينة كل يوم. كذلك أوضحت أن حماس طالبت بالإفراج عن 3 آلاف سجين فلسطيني لدى الاحتلال، وطالبت أيضاً بتعديل اتفاق الهدنة المقترح ل 4 مراحل بدلا من 3. وأكدت المصادر أن الولاياتالمتحدة تدعم جوانب الاتفاق المقترح بهدنة في غزة وتدعو الكيان الصهيوني لقبوله.