في الموعد، كان رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي حاضرا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في أشغال الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي التي التأمت أمس، تحت شعار "تعليم إفريقيا متكيفة مع القرن الواحد والعشرين". المشاركة الصحراوية في هذا اللقاء الدوري، تكتسي أهمّية بالغة بالنظر إلى الدور الذي يلعبه المنتظم القاري في دعم القضية الصحراوية العادلة والدفاع عنها من منطلق أنها آخر قضية تصفية استعمار في القارة السمراء. ورغم مكر ومؤامرات الاحتلال المغربي، فقد ظلّ الاتحاد الإفريقي متمسّكا بالمبادئ المتوافقة مع تصورات الأممالمتحدة في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وملتزما بضرورة تقرير مصير الشعب الصحراوي فضلا عن جهوده لإدماج جمهورية الصحراء الغربية في العديد من الآليات واللجان التابعة للاتحاد وذلك من أجل كسب اعترافات بالقضية وجلب تعاملات رسمية مع الصحراء الغربية كدولة كاملة الأركان من منظور إفريقي. وقد أعرب وزير الخارجية الصحراوي، محمد سيداتي، عن أمله في أن يلعب الاتحاد الأفريقي باعتباره الحاضن الأول لنضال الشعب الصحراوي، دوره كاملا انطلاقا من قانونه التأسيسي في تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في أفريقيا. وقال سيداتي، أنه "في ظلّ حالة الجمود الذي تعاني منه القضية الصحراوية اليوم، فإن آمالنا معلقة على القمة الإفريقية ال37، إذ ينتظر الشعب الصحراوي أن يلعب الاتحاد الأفريقي دوره كاملا في تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في القارة وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير". دعوة لإكمال تقرير المصير وفي سياق تطرقه لآخر تطورات القضية الصحراوية في ظل التغيرات الدولية الحاصلة، قبيل انعقاد قمة الاتحاد الافريقي، ذكر سيداتي بدور القارة الافريقية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية، باعتبارها "الحاضن الأول لقضية الشعب الصحراوي"، مبرزا أن تسوية هذا النزاع مرتبط بالقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي الذي يوفّر الدعامة والسند للأمم المتحدة لكي تؤدى المهمة المنوطة بها في استكمال تصفية الاحتلال في آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، على أكمل وجه من منطلق "شراكة إفريقية-أممية جدية". وأضاف السيد سيداتي بأن "العديد من الأزمات والتحديات تهيمن على أجندة أشغال القمة، منها النزاع في الصحراء الغربية"، لافتا إلى أن مكانة القضية الصحراوية باتت تتعزّز لدى دول الاتحاد الافريقي، يوما بعد يوم وهو الأمر "الذي لمسته جبهة البوليساريو لا سيما في السنوات الأخيرة، وتجلى في موضوع الشراكة والتنسيق بين مختلف هياكل المنظمة القارية لتأكيد سيادة الشعب الصحراوي على أراضيه". ونبّه مسؤول الدبلوماسية الصحراوية إلى "خطورة مخططات النظام المغربي الذي يحاول في كل مرة، بصفة انتهازية، استغلال أي فضاء على المستوى القاري أو الدولي للابتزاز وشراء الذمم من أجل تمرير مقارباته وتسويق بضاعته الفاسدة"، وهذا من باب، كما قال، "الحيل التي صارت مكشوفة للجميع عبر القارة السمراء". وعرج السيد سيداتي على الحركية الدبلوماسية للمسؤولين الصحراويين وفقا لبرنامج وطني صادر عن مؤتمر جبهة البوليساريو، مؤكدا أنه على مدار الأشهر الأخيرة تمكّن الشعب الصحراوي من تسجيل العديد من النقاط المهمة على الصعيد القاري والدولي. أزمات وتحديات وأولويات من ناحية ثانية، ركّزت القمة الإفريقية على التحديات والأزمات الأمنية المتفاقمة التي تعترضها القارة، والعقبات التي تواجه الحكم والاستقرار السياسي في بعض الدول الأفريقية، خاصة بدول غرب إفريقيا التي شهدت انقلابات عسكرية وتمّ تعليق عضويتها بالتكتل القاري على غرار الغابون والنيجر، وقبلهما مالي وغينيا والسودان وبوركينا فاسو، منذ عامي 2021 و2022.