إمكانية إنتاج الأسمدة من مشتقات ورواسب الغاز الطبيعي أكد عبد الرحمن عية الخبير في الاقتصاد، أن الجزائر لديها القدرة على إنتاج الأسمدة التي تعوض الماء في المناطق الصحراوية، لإقامة استثمارات فلاحية تساهم في تموين الولايات الجنوبية بالمنتوجات الزراعية، وتساهم في الأمن الغذائي، مفيدا أن هناك إمكانية إنتاج الأسمدة من مشتقات ورواسب الغاز الطبيعي. أبرز عبد الرحمان عية في تصريح ل»الشعب»، أهم مدخلات المحاصيل الزراعية، والتي تتمثل في الأسمدة والماء والآلات والمعدات. مفيدا، أن هناك أسمدة تعوض نقص المياه، وهذا ما تؤكده - كما قال - المشاريع الفلاحية التي أقيمت في بعض المناطق القريبة من الجنوب، على غرار ولاية الوادي، محققة محاصيل كبيرة، وهذا ما يجعل الأسمدة ضرورية جدا، مشيرا إلى أن الغاز فيه مشتقات ورواسب ممكن أن تشتمل هذه الأخيرة على أسمدة التي تساهم في تكثيف الإنتاج، مشيرا الى أن الجزائر قامت بإنتاج كمية كبيرة من الأسمدة سنة 2022 وصدّرت ما قيمته 3.5 ملايير دولار إلى إسبانيا، ويعتقد أن الأسمدة مهمة جدا، خاصة تلك المصاحبة لإنتاج الغاز. ذكر عية بأهمية الغاز عند تكريره، إذ يمكّن من الحصول على منتجات غازية كالإيثان، البروبان والبوتان، لافتا إلى أن هذا الأخير عليه طلب كبير في الجزائر وتحتاجه بعض الصناعات، كما أنه يساعد على تنشيط الورشات وبعض الصناعات المعملية. قال الخبير، إن الجزائر تمتلك التجربة في مجال تكرير الغاز من خلال مصنعي أرزيو وسكيكدة، وعلى رأسه سيرغاز الذي يدخل في صناعة «بتروغازية»، موضحا أن إنتاج «سيرغاز» يمر بعملية معقدة، حيث يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة، إضافة إلى تحويل الغاز العادي إلى غاز مسال ونقله عبر البواخر، مشيرا إلى أن عند إنتاج الغاز المسال تكون أسعاره فورية يمكن أن يباع بأسعار باهظة، مبرزا إيجابيات الغاز المسال رغم أنه مكلف، حيث يمكن أن يحتفظ به ويخزن «وهذا مهم جدا». وأضاف في هذا السياق، أن الجزائر تتمتع بخبرة 60 سنة في مجال تسويق الغاز المسال، مذكرا بأن أول شحنة للتصدير قد تمت عبر ميناء أرزيو في سبتمبر 1964، مما يجعلها اليوم أكثر موثوقية لدى الزبائن والشركاء في هذا المجال ويمنحها المرونة اللازمة لتلبية طلبات السوق والزبائن على المستوى الدولي. كما لم يغفل المتحدث أهمية الهدروجين الذي يتم استخلاصه من الغاز الطبيعي المسمى «بالهدروجين الأزرق»، مستعرضا مميزات هذا الأخير، منها خاصية الاحتراق الكبير جدا، مشيرا إلى أن الهدروجين معول عليه في دول العالم، حيث إن الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا تعمل حاليا على جعله من أهم مصادر الطاقة والمنتجات الطاقوية. وفيما يتعلق بالتنمية المستدامة، قال إن الغاز الطبيعي كطاقة أحفورية، يساعد على تحقيق هذه التنمية، حيث يوفر الطاقة الكهربائية التي هي أساس ومحرك التنمية الاقتصادية، كما أن توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الغاز الطبيعي، لا يتسبب بتلوث كبير للبيئة كالنفط والفحم، كما أنه مورد لا يستغنى عنه في حياة الأفراد.