قال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، إن الوكالة أمام "لحظة حاسمة"، محذرًا من "حملة متعمّدة ومنسّقة" تهدف إلى إنهاء عملياتها. أكّد المتحدث خلال اجتماع عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك مساء الاثنين، لنقاش المخاطر التي تواجهها الوكالة والتهديد الوجودي لتفويضها وتبعاته الإنسانية والاجتماعية على الفلسطينيين عموماً واللاجئين على وجه التحديد: "بعد مرور 75 عاماً على إنشاء المنظمة ككيان مؤقت للأمم المتحدة، وفي انتظار التوصل إلى حل سياسي عادل لقضية فلسطين، فإنّ قدرة الوكالة على الوفاء بولايتها معرضة لتهديد خطير". تحديات كثيرة وبشأن أبرز التحديات التي تواجه "أونروا"، تحدث لازاريني عن عدد من النقاط المتعلقة بولاية الوكالة والخطر من انهيارها، مشيرًا إلى التحديات المادية قائلًا: "يجب حلّ الأزمة المالية التي تواجه أونروا حتى تتمكن من مواصلة عملياتها المنقذة للحياة". وعن الوضع الإنساني في قطاع غزة، قال: "خلال خمسة أشهر فقط، قُتل من الأطفال، والصحافيين، والعاملين في المجال الطبي، وموظفي الأممالمتحدة عدد يفوق أي مكان في العالم، في أثناء الفترة نفسها لأي صراع. إن عدد القتلى في غزة مذهل. لقد قتل أكثر من 30 ألف فلسطيني خلال 150 يومًا فقط". نقطة الانهيار وأضاف: "5 % من السكان ماتوا أو أصيبوا أو فقدوا"، مشدّدًا على استحالة وصف المأساة في غزة وحجم المعاناة بدقة، وتوقف عند المجاعة التي تلوح في الأفق، ونقص الأدوات والمعدات الطبية واضطرار الأطباء إلى بتر أطراف أطفال دون تخدير، وموت الرضع بسبب عدم حصولهم على الغذاء. وطرح المسؤول الأممي عدداً من الأسئلة "عن مصير 300 ألف فلسطيني محاصر في الشمال، وعن عدد الأشخاص الذين ما زالوا تحت الأنقاض في جميع أنحاء غزة، وماذا سيحدث ل 17 ألف طفل فلسطيني تيتموا، وتركوا لمصيرهم؟". وحذّر من هجوم بري صهيوني على رفح جنوبيّ قطاع غزة، في ظل "تركز ما يقارب نحو 1.4 مليون نازح، وما من مكان آمن يذهبون إليه، وعلى الرغم من كل الفظائع التي عاشها سكان غزة، قد يكون الأسوأ هو ما لم يأتِ بعد". وقف التّمويل أشار إلى الادعاءات الصهيونية باشتراك 12 شخصاً من موظفي أونروا في عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر الماضي، والخطوات التي اتخذها بإقالتهم وفتح تحقيق مستقل في الموضوع، قائلاً: "على الرغم من هذه الإجراءات السريعة والحاسمة، والطبيعة غير الموثقة للادعاءات، أوقفت 16 دولة مؤقتًا تمويلها، الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار". وأشار إلى أنّ "المنظمة ودون أي تمويل إضافي، وإزاء الاحتياجات لا يمكن وصفها في ظل الوضع الحالي، ستكون في منطقة مجهولة مع ما يترتب عن ذلك من عواقب خطيرة على السلام والأمن الدوليين". حملة متعمّدة ومنسّقة وقال لازاريني إن "مصير أونروا وملايين الأشخاص الذين يعتمدون عليها، على المحك، حيث تواجه الوكالة حملة متعمدة ومنسقة لتقويض عملياتها، وإنهائها في نهاية المطاف". وأضاف: "جزء من الحملة يتضمن إغراق الأطراف المانحة بمعلومات مضللة تهدف إلى زعزعة الثقة وتشويه سمعة الوكالة". وأشار إلى تصريحات "رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن أونروا لن تكون جزءاً من غزة ما بعد الحرب". تعذيب موظّفين في الوكالة هذا، واتهمت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) الاحتلال بتعذيب عدد من موظفيها الذين اعتقلهم في قطاع غزة. وأشارت الوكالة إلى أنّ عددا من موظفيها أبلغوا أنهم أرغموا على الإدلاء باعترافات كاذبة حول مشاركتهم في طوفان الأقصى تحت التعذيب وسوء المعاملة، وذلك أثناء استجوابهم من قبل القوات الصهيونية .