أكد الباحث نذير بن معطي خلال محاضرته التي ألقاها في قصر الثقافة مفدي زكريا، بعنوان "مكتبة الإسكندرية قرون من النور والنار"، أن الأساطير غطت على هذه المكتبة ذات الرمزية العالية، ومن الصعب جدًا تتبع تاريخها عبر القرون بأمانة، مؤكدا بأنه حاول في مؤلفه الذي يحمل نفس عنوان المحاضرة، كشف الحقائق المتعلقة بإنشاء هذا الصرح الثقافي والعلمي الهام.. أكد المحاضر، أن هذا المعلم الثقافي الشاهد على قرون من المعرفة والعلم، ماتزال مساحته وما جاورها شاهدة على أبشع الحرائق والدمار الذي لحق بها بسبب الحروب ومختلف العوامل الطبيعية، ليتابع بقوله "لقد فوجئت للغاية بالاهتمام الذي أثاره تاريخ هذه المؤسسة الاستثنائية، التي بدا لي أنها لا تحظى بجاذبية إلا لعدد قليل من الأشخاص، وعليه وجدت أنه ربما يكون من المفيد توضيح أن هذه المكتبة على مدى قرون، لم تكن مجرد صرح يجمع مئات الآلاف من الوثائق، ولكنها كانت أيضًا مساحة هامة لاجتماعات العلماء والمثقفين، ما جعلها مستهدفة في كثير من الحقب التاريخية، حيث تعرضت للحرق 05 مرات حسب أغلب المصادر الموثوقة التي تحصلت عليها". كما صرّح المتحدث في ذات السياق، أنه تناول عدة ملفات عن "خراب مكتبة الإسكندرية"، التي غذت السجلات والأساطير لقرون، وكشف عن ظروف بنائها في عهد الاسكندر الأكبر الذي بنى الإسكندرية، والشخصيات التي مرت بهذا المكان، بما في ذلك أرسطو وإقليدس وأرخميدس.. إلى جانب العديد من الفلاسفة والشعراء والعلماء الذين تركوا قدرا كبيرا من المعرفة في جميع المجالات من خلال مكتبة الإسكندرية. كما قال الباحث نذير بن معطي إنه تمّ إحياء هذه المكتبة في العصر الحديث بعد تركها حطاماً لقرون طويلة واعتبارها من الآثار المهدمة، مشيرا أنه تمّ إنشاء مكتبة الإسكندرية الجديدة على نفس الموقع الذي كانت تشغله المكتبة القديمة إحياء لذكري أشهر معلم أثري في العالم، وأضاف أنه طرحت فكرة إحياء المكتبة في أواخر حقبة الثمانينيات، حين قامت منظمة اليونسكو بالدعوة للمساهمة في إحياء المكتبة، ويشمل تصميمها الجديد أربعة مستويات تحت الأرض وستة طوابق علوية وتمّ إنشاء بالقرب منها قبة سماوية ومتحف علمي لتكتمل التحفة المعمارية الحديثة. وختم المحاضر مداخلته بأن مكتبة الإسكندرية الجديدة، تسعى إلى استعادة روح الانفتاح والبحث التي ميّزت المكتبة القديمة.